الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يشترط معرفة قدر ثواب العمل للحصول عليه

السؤال

من عمل عملا لا يعرف الفضل أو الثواب المترتب عليه، فهل يحصل له أجر وفضل العمل؟ فمثلا: يقول سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم لكنه لا يعرف فضلها، فهل يحسب له؟.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يشترط لحصول أجر العمل معرفة فضله أو مقدار ثوابه، وإنما يشترط له الإتيان به على الوجه الشرعي الصحيح قال الله تعالى: فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا {الكهف:110}.

وقال تعالى: وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا {الإسراء:19}.

وفي الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى.

وقال صلى الله عليه وسلم عن التسبيح: من قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة، حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر. رواه البخاري ومسلم.

إلى غير ذلك من نصوص الوحي التي لم تشترط معرفة فضل العمل أو ثوابه، ولا شك أن معرفة ذلك أفضل، لما يحصل للعارف من تدبر المعنى، وحضور القلب، وتحمل ما يعرض له من المشقة؛ رجاء حصول ما يعلم من الأجر والثواب، فقد قال صلى الله عليه وسلم عن فضل صلاة الفجر والعشاء في جماعة: ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا. متفق عليه.

ولمزيد فائدة انظر الفتوى رقم: 288301.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني