الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الوساطة لإلغاء بعض المخالفات

السؤال

أنا عسكري ملتزم بقطاع الدوريات الأمنية، وأقوم بتحرير مخالفات مرورية، ويكون البحث غير شامل، بل عن مخالفات معينة، وكذلك البحث عن مخالفي الإقامة، علمًا أنني أقوم بمخالفة البعض وترك البعض الآخر، وأحيانًا تكون شفاعة من البعض، وأحيانًا يكونون أقارب، فهل يكون ذلك من عدم العدل بين الناس، وظلمهم؟ وأنا لا أستطيع حصر جميع المخالفين، ولكن لا يكون تركيزي أثناء عملي على العمل الجنائي الأساسي، بأمر من رئيسي المباشر، وبذلك المجهود واﻻكتفاء بعدد معين من المخالفات، ويقوم رئيسي بمنحي مكافأة إجازة يوم عن العمل، فما حكم ما أقوم به، مع توجيهي؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن الذي يسعنا قوله هو أن الموظف مؤتمن على عمله، يجب عليه القيام بما يمليه نظام العمل الذي وضع لمصالح الناس، والتقيد بتوجيهات المسؤولين المخولين بتسيير العمل وضبطه ـ بما لا يعارض أحكام الشرع ـ ولا يجوز له مخالفة ذلك بشفاعة، أو محاباة، أو غير ذلك، وقد سئل ابن عثيمين: ما حكم استخدام الواسطة لإلغاء المخالفة المرورية؟

فأجاب: لا يجوز إدخال الواسطة من أجل التخلُّص من غرامة مرورية، أو غيرها؛ وذلك لأن الدولة إنما وَضَعت هذه العقوبات لإصلاح المجتمع، فليس الغرض من ذلك أن تؤخذ دراهم من شخص، بل الغرض إصلاح المجتمع، وأنت تعرف الآن أن كثيرًا من الناس لا يردعه الوازع الديني، وإنَّما تردعه السلطة والخوف، فلا يجوز له أن يستخدم واسطة في إلغاء ما يجب عليه من مخالفة مرورية، أو غيرها، ولا يجوز ـ أيضًا ـ لأحد أن يتوسط في ذلك. اهـ.

وراجع لمزيد بيان الفتاوى التالية أرقامها: 24041، 38803، 64246.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني