الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أرجو الإفادة في الموضوع، فالموضوع خاص بحياتي. أنا وزميلتي في الكلية نعتبر مرتبطين معًا، مع العلم أني أعلم أن هذا الارتباط غير شرعي، ووالدتها ذهبت بها لشيخ، فقال لها: لا بد أن تبتعد عني؛ لأنه قد عمل لها عملٌ، وهذا العمل يؤذيني أنا، ويوقف حالي، وبالفعل عندما أكلمها أترك العمل، وتحصل لي حالة من الاكتئاب، وعندما أكون منفصلًا عنها أكون نشطًا جدًّا، وأحب العمل، وحياتي تكون أفضل، فماذا أفعل؟ فأنا أريد أن أتقرب لربي، وأن أكون أفضل، وتتحسن حياتي؛ لأن هذه الفترة صعبة جدًّا عليّ، فأفيدوني.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإرجاع سبب الاكتئاب، وعدم التوفيق الذي يصيبك إلى تلك العلاقة غير المشروعة، أقرب من إرجاعه إلى غيره؛ فإنّ الذنوب سبب البلاء، ففي صحيح مسلم عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم- فيما يرويه عن ربه: ...يَا عبادي، إِنَّمَا هي أَعْمَالُكُمْ، أُحْصِيهَا لَكُمْ، ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا، فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدْ اللَّهَ، وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ.

قال ابن رجب الحنبلي -رحمه الله- في جامع العلوم والحكم: فَالْمُؤْمِنُ إِذَا أَصَابَهُ فِي الدُّنْيَا بَلَاءٌ، رَجَعَ إِلَى نَفْسِهِ بِاللَّوْمِ، وَدَعَاهُ ذَلِكَ إِلَى الرُّجُوعِ إِلَى اللَّهِ بِالتَّوْبَةِ، وَالِاسْتِغْفَارِ.

وقال ابن القيم -رحمه الله- في الجواب الكافي: ومن عقوبات الذنوب أنها تزيل النعم، وتحل النقم، فما زالت عن العبد نعمة إلا لسبب ذنب، ولا حلت به نقمة إلا بذنب.

فالواجب عليك المبادرة بالتوبة إلى الله تعالى من تلك العلاقة، والتوبة تكون بالإقلاع عن الذنب، والندم على فعله، والعزم على عدم العود إليه، فاقطع علاقتك بها، وقف عند حدود الله، وإذا كنت ترغب في الزواج منها، وتقدر على مؤنة الزواج، فبادر بزواجها، وإن كنت غير قادر على الزواج، فاصبر، واستعفف، واشغل نفسك بما ينفعك في دينك ودنياك، حتى يتيسر لك الزواج.

وإذا أردت الوقاية من شر السحر، والعين، ونحوها، فحافظ على الأذكار المسنونة، والرقى المشروعة، وراجع الفتويين: 2244، 10981

وللفائدة ننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني