الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصائح لمن يصاب بأرق وفزع عند النوم

السؤال

بدأت معي هذه المشكلة منذ سنتين ونصف، بسبب فزعي عند سماع أن أمي تعرضت لجلطة، الحمد لله الذي أنجاها وعافاها.
عند زيارتي لها، بكيت كثيرا؛ فأنا شديدة التعلق بها، وفي الليل ذهبت لأنام مع أخواتي في البيت، كنت متعبة، نمت قليلا، وفجأة أحسست باختناق، وكأن الغرفة لا تسعني؛ فأيقظت أخواتي، وجلست أبكي، وأتخيل أن أمي سوف يحدث لها مكروه، قرأت القرآن؛ فهدأت حالتي.
بعد 6 أشهر من هذا الحدث، تعرضت والدتي لاكتئاب، فأصبحت أقلق عليها، ولا أنام إلا عند ما أطمئن عليها.
ذهبت ذات ليلة لأنام في غرفتي، وتفكيري في حالة والدتي، وما تعانيه من أرق واكتئاب، يقلقني، فغلبني النعاس ونمت، ولكن بعد مضي نصف ساعة، استيقظت على ألم كالضربة في معدتي، وخفقان شديد بالقلب، وضيق، وبكاء، ولم أستطع الجلوس في الغرفة، جلست أدور في الصالة لا أعلم ماذا أفعل؟ بعدها أصابتني حالة من البكاء والضيق، مع ألم، وغثيان بالمعدة لمدة 4 أشهر، وأرق شديد، أصبحت حياتي ما بين المستشفى والرقاة، لا أعلم ما حلَّ بي، لا أستطيع النوم بمفردي، فأصبحت أنام مع أمي؛ فزادت حالتها سواء بسبب تفكيرها في.
بعد فترة ذهبت وأجريت فحصا شاملا، تبين أن عندي نقص فيتامين د، وقولونا عصبيا، وصرف لي الدكتور لحالة الأرق هذه حبوبا ( ميرزاجن 15، نصف حبه ليلاً) تحسنت حالتي الحمد لله كثيرا، وتعالجت والدتي، وتحسنت حالتها ولله الحمد، لكن استمررت على الحبوب لمدة سنتين، على فترات متقطعة، متى أحسست بأرق شديد، آخذ حبة كاملة بدل النصف، لكن انقطعت عنها تدريجيا ولله الحمد.
أما الآن فأصبحت لا أنام الليل بمفردي أبدا، خوفاً من أن تتكرر تلك الليلة، وما أصابني، أصبح نظامي هو أن أسهر الليل، وأنام الصباح، وأصبحت محاولاتي لنوم الليل فاشلة، حتى ولو كنت متعبة أغفو لمدة 10 ثواني، ثم يأتيني مثل الفزع، وتزداد نبضات قلبي، ولا بد أن أقوم وأتحرك من الغرفة، وبعد ذلك يذهب النوم، ويستمر السهر رغم التعب للصباح، فأنام في الصباح بهدوء وراحة، عكس ما يحدث معي ليلاً!!
أما ما يشغل تفكيري هذه الفترة، فهو أنني على مقدمة على زواج، أفكر كثيرا كيف سأنام الليل براحة دون فزع، وترك للغرفة، أصبح هذا تفكيري الدائم، علماً بأنني أخاف من استخدام الحبوب النفسية، خوفاً من التعود عليها، وانتكاس الحالة بعد تركها.
عمري سنة، 25 ومتخرجة بتفوق، وأحب الرياضة، وأمارسها.
أرجو المساعدة في مشكلتي، فأنا على أبواب الحياة الزوجية.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله تعالى أن يفرج كربك، وييسر أمرك، ويذهب عنك ما تجدين في نفسك، وأن يشفي أمك، ويوفقك إلى زوج صالح، تَقرُّ به عينك، إن ربنا قريب مجيب.

فتضرعي إليه، وانكسري بين يديه، فهو الذي يجيب دعوة المضطر إذا دعاه، والذي يكشف السوء، ويدفع الشر والبلاء، قال تعالى: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ {النمل:62}.

ولمزيد الفائدة راجعي الفتوى رقم: 119608، ففيها بيان آداب الدعاء، وشروطه، وأسباب إجابته. هذا، أولا.

ثانيا: الزمي التوكل على الله عز وجل، فمن توكل عليه كفاه، ومن احتمى به حماه. قال تعالى: وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ {الطلاق:3}. والتوكل على الله يكسب النفس الثقة، والشجاعة والإقدام.

ثالثا: أكثري من ذكر الله تعالى، وخاصة إذا داهمتك الهواجس، فبالذكر يطمئن القلب، وتهدأ النفس، قال تعالى: الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ {الرعد:28}، وهنالك أذكار خاصة بالأرق وعدم النوم، يمكنك مطالعتها في الفتوى رقم: 108859.

رابعا: احرصي على الرقية الشرعية، فإنها من أنفع الأدوية، وراجعي بخصوصها الفتوى رقم: 4310، ويمكنك أيضا الاستفادة من كتاب: الصارم البتار في التصدي للسحرة، والأشرار. للشيخ وحيد بالي.

خامسا: من المهم جدا، عرضك نفسك على الأطباء المختصين الثقات، وذوي الخبرة، فالهواجس من الأدوية، نوع من المرض نرجو أن تتجاوزيه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني