الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم التواصل هاتفيا بين الأجنبيين لمدارسة علوم دينية

السؤال

جزاكم الله عنا كل خير، وأثابكم على ذلك.... لي صديق عزيز علي جدا ـ ونحسبه عند الله من أهل الخير والالتزام ـ ومنذ حوالي شهر أحسست أنه بدأ يخبئ عنا شيئا، وبعد مدة قصيرة علمت أنه يتكلم مع فتاة على الهاتف، وهذا الذي صدمني كثيرا جدا، فحاولت ان أرشده دون فائدة تذكر، وعندما أتكلم معه يؤيد كلامي ويزيد على ذلك بمنظوره وأنه ليس مخطئا، وبعد مدة أيضا صارحني أنه طلب من أهله أن يطلب يد تلك الفتاة، وعائلة الفتاة من أهل الخير والالتزام كما وصلني، لكن أهله عارضوه بشدة ولم يقبلوا بذلك مع أنهم لا يعلمون أي شيء عن الفتاة، وبسبب تعلقه بالفتاة حاول طلب يدها من أهلها، فقالوا إنه لا مانع بشرط وجود أحد من أهله، وقد تعرف على الفتاة وتعرفت عليه على أنهما من ذوي الالتزام والخوف من الله، ومعظم كلامهما عن الدين وعن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ وبدأ بقراءة الكتب الشرعية من حديث، وتفسير، وسيرة..... وكأنما أصبح يتعلم الدين لأغراض دنيوية، فماذا أفعل؟ وكيف أساعده؟ وما هو حكم تعلم الدين الإسلامي لأهداف دنيوية؟ وما رأيكم في هذا الموضوع؟.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالواجب إحسان الظن بالمسلمين، وحمل ما يظهر من أقوالهم وأفعالهم على أحسن الوجوه، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ {الحجرات: 12}.

والأصل أننا نأخذ الناس بظواهرهم، ونكل سرائرهم إلى الله تعالى، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنِّي لَمْ أُومَرْ أَنْ أَنْقُبَ عَنْ قُلُوبِ النَّاسِ وَلَا أَشُقَّ بُطُونَهُمْ. متفق عليه.

وعليه، فالواجب عليك أن تحسن الظنّ بهذا الرجل، ولا تتهمه بتعلم الدين لأغراض دنيوية، لكن لا مانع من النصيحة والتذكير بأهمية إخلاص الأعمال كلها لله تعالى، والحرص على أن تكون الغاية العظمى من العلم والعمل مرضاة الله تعالى.
أمّا بخصوص مكالمة الرجل للمرأة عن طريق الهاتف أو غيره، فهذا باب فتنة وذريعة فساد، ولو كان الكلام في أمور الدين ومسائل العلم الشرعي، فقد يكون ذلك استدراجاً من الشيطان، والتهاون في هذه الأمور يؤدي إلى عواقب وخيمة؛ ولذلك نص الفقهاء على المنع من مكالمة الأجنبية دون حاجة، قال العلّامة الخادمي ـ رحمه الله ـ في كتابه: بريقة محمودية ـ وهو حنفي: التكلم مع الشابة الأجنبية لا يجوز بلا حاجة، لأنه مظنة الفتنة. اهـ

فانصح صديقك بترك مكالمة الفتاة لغير حاجة، وإذا كان راغباً في زواجها فليبادر بالزواج إن أمكنه، وإلا فلينصرف عنها ويبحث عن غيرها من الصالحات.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني