الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا ينبغي أن يحمل الخلافُ في الأمور الدنيوية الشخصَ على قطيعة إخوانه

السؤال

أنا مسلم أقيم في إحدى الدول الأجنبية، وأشارك في إدارة المسجد الموجود بالمنطقة، وقد حصل خلاف إداري بيني وبين إمام المسجد، فاتهمني بأنني آخذ قرارات دون العودة إليهم، وأنني أعادي من يخالفني في الأمر، بل إن وجودي أساسًا غير شرعي في مجلس الإدارة، علمًا أن عملي تطوعي، وقد استند في رأيه هذا على كون مدة المجلس قد انتهت للجميع وأنا منهم، فحدثت بيننا مشادة على القائمة البريدية الخاصة بمجلس الإدارة، فطالبته بإثبات ما يدعيه عليّ أمام الناس في مجلس الإدارة، وأخبرته أنه هو أيضًا يأخذ قرارات دون علم الجميع، وبدلًا من أن يثبت ذلك وجدته يدعوني للمباهلة، ولعن نفسه وأولاده إن كان كاذبًا، ولعنني إن كنت كاذبًا، فلم أجبه إلى الأمر، وسارعت إليه؛ لأنه في النهاية أخ في الله، ولا أعلم عليه فسادًا، إنما الخلاف كله إداري، وليس عقديًّا، وأخبرته أنني لا أقبل مباهلته لعلمي أن المباهلة تكون في الأمور الواضحة، وخاصة فيما يتعلق بأمور العقيدة، وأخبرته أن الله يحب أن يرى المسلمين إخوة، لا متلاعنين أو مختلفين، وأن الأمر لا يعدو خلافًا إداريًّا، ليس عليه أن يصعّده إلى هذا الحد، وأن عليه أن يبسط أدلته، فإن كانت صحيحة اعتذرت له، إلا أنه أصرّ على ما هو فيه، وأخبرني أن الأمر قد قضي، وأنه لا يستطيع أن يعود عما بدأه، فانصرفت ولم أجبه إلى المباهلة، وأنا الآن أدعو له ولنفسي بالهداية، ولكنني أخشى غضب الله عليّ، وأن تصيبني لعنته، فهل تجوز المباهلة هكذا؟ وهل دعاؤه عليّ يمكن أن يصيبني وأسرتي بأذى؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فهوّن عليك -أيها الأخ الكريم- فقد فعلت ما ينبغي لك فعله حين ناصحت هذا الرجل، وبينت له ضرورة أن يسود الإخاء والمودة بينكما، وأن هذا الخلاف لا يحمل على مثل هذه الأمور العظيمة.

ونصيحتنا لك هي أن تستمر في مناصحته، ودعوته بالحكمة والموعظة الحسنة، وأن تبين له أن تصعيد هذا الأمر اليسير إلى هذا الحد مما لا ينبغي للمسلم، وأن علينا أن نحاول حل خلافاتنا في جو من الهدوء والتسامح، فإن راجع الصواب فالحمد لله، وإلا فقد فعلت ما عليك، ولا تقلق، فلن يضرك دعاؤه عليك ـ إن شاء الله ـ ولا لعنه إياك، ولتنظر للفائدة حول قضية المباهلة الفتوى رقم: 143209.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني