الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شروط محاورة أهل الباطل والضلالات والنظر في كتبهم

السؤال

بدأت منذ فترة بالتدرج في باب مقارنة الأديان، والرد على الشبهات، ووجدت الكثير من طرق التدرج في هذا المجال، ولكن لم أجد أي خطة اعتنت في ذكر حفظ كتب معينة، فهل هناك من الكتب التي يفضل حفظها عن ظهر غيب، كالكتاب المقدس للنصارى، حيث إنها كثيرة؟ وهل هناك اسم كتاب قد جمع أهم النصوص التي يجب حفظها للرد على اليهود والنصارى؟.
وجزاكم الله خير الجزاء ونفع بكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد ذكرنا في فتاوى سابقة أن مقارنة الأديان من أسباب الفتنة إذا لم يكن المسلم على علم راسخ يستطيع به أن يدفع ما قد يرد عليه من الشبهات، ولذا فقد حذرنا كثيرا من سلوك هذا السبيل، وكذا التصدي لمحاورة أهل الباطل لمن لم يكن مؤهلا لذلك ولم يكن متضلعا من علم الشرع، فبقدر التمكن في العلم الشرعي يستطيع أن ينجح في مهتمه ويسلم من التأثر بأقوال أهل الضلال، ومن لم يتمكن من ذلك فننصحه بالبعد عن مناقشة أهل الباطل، لئلا تنطلي عليه شبههم، فقد نص أهل العلم على أن من لا يملك العلم الشرعي الذي يرد به على أهل الضلالات، فالواجب عليه هجرهم واعتزالهم، جاء في الآداب الشرعية لابن مفلح: وقال أحمد في مكان آخر: ويجب هجر من كفر، أو فسق ببدعة، أو دعا إلى بدعة مضلة أو مفسقة على من عجز عن الرد عليه، أو خاف الاغترار به والتأذي دون غيره. انتهى..

وقال في مطالب أولي النهى: ويتجه جواز نظر في كتب أهل البدع لمن كان متضلعاً من الكتاب والسنة مع شدة تثبت وصلابة دين، وجودة، وفطنة، وقوة ذكاء، واقتدار على استخراج الأدلة، للرد عليهم وكشف أسرارهم، وهتك أستارهم لئلا يغتر أهل الجهالة بتمويهاتهم الفاسدة، فتختل عقائدهم الجامدة، وقد فعله أئمة من فقهاء المسلمين وألزموا أهلها بما لم يفصحوا عنه جواباً، وكذلك نظروا في التوراة واستخرجوا منها ذكر نبينا في محلات، وهو متجه. انتهى.

وجاء في فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ما نصه: الكتب السماوية السابقة وقع فيها كثير من التحريف والزيادة والنقص، كما ذكر الله ذلك، فلا يجوز لمسلم أن يقدم على قراءتها والاطلاع عليها إلا إذا كان من الراسخين في العلم، ويريد بيان ما ورد فيها من التحريفات والتضارب بينها.

وأما عن الكتب التي تحفظ، فلا نعلم كتابا جامعا في هذا الأمر، ولكنه يحسن النظر والمطالعة في الكتب التالية، ففيها كثير مما يتعلق بالموضوع: الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح، لشيخ الإسلام ابن تيمية، وهداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى، لابن القيم، وإظهار الحق، للشيخ رحمة الله الهندي، ومحاضرات في النصرانية، للشيخ محمد أبو زهرة، ومقارنة الأديان، للشيخ أحمد شلبي، وقذائف الحق، للشيخ محمد الغزالي، وكتاب: دراسات في اليهودية والنصرانية، للدكتور محمد ضياء الرحمن الأعظمي.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني