الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم تقصير اللحية للضرورة

السؤال

أنا شاب متزوج، وعندي أطفال، ونعم الله علي كثيرة، وقد منَّ الله علي بالالتزام وإعفاء اللحية وتقصير الثوب، ومنذ التزامي وأنا في حرب نفسية من الوالد من دعاء وسب وهجر، لأن نظام دولتنا ضد اللحية، خاصة مع دخول الدولة في حرب مع داعش، وأصبح الملتحي يشكل خطرا، وأنا أعمل سائق شاحنة ثقيلة، ورب العمل استغنى عني، وبقيت في البيت لا عمل لي بسبب اللحية وأنني سني، وكل من أطلب العمل عنده يطلب مني تقصير اللحية لتفادي التبعات العدلية، ونظام الدولة دائما يراقبني بالهاتف، وسابقا أثناء عملي دائما كانت أجهزة الدولة توقفني للبحث عني وعن منهجي، فطلب الوالد مني تخفيف اللحية لتفادي الضرر وإيجاد وظيفة لكي أطعم ابني وبنتي ووالدي وزوجتي.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإطلاق اللحية وإعفاؤها واجب، وهل هو تركها ولا يتحقق إلا بذلك، أو يتحقق بترك ما زاد على القبضة، وتراجع الفتوى رقم: 14055.

ولا يجوز ترك ذلك الواجب الذي هو إعفاؤها وعدم الأخذ منها أو ترك ما زاد على القبضة منها على قول الجمهور إلا للمضطر، فإذا كان الحال كما ذكرت من كونك لا تستطيع تحصيل قوت يومك إلا بالتخفيف من اللحية تخفيفا غير مأذون فيه أو حلقها، فإنه يجوز لك العدول إلى الأخف وهو تخفيفها بقدر ما يندفع عنك هذا الضرر، فإذا زال الضرر وجب عليك إطلاقها.

وعليك بالصبر في زمن الفتن، ولزوم طاعة الله تعالى، والاعتصام بحبله، ولا يصدنك عن الاستقامة إنكار منكر أو لوم لائم، ولا تترك من واجبات الشرع إلا ما تدعو الضرورة إلى تركه، لقوله تعالى: فاتقوا الله ما استطعتم. نسأل الله أن يوفقك لما فيه رضاه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني