الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من لم يشارك في البحث لا يجوز له وضع اسمه عليه بحيث ينسب إليه

السؤال

أنا محاضرة في إحدى الجامعات السعودية، ومركز البحوث في الجامعة يقدم منحًا لمشاريع بحثية من أجل النشر العلمي باسم الجامعة، ومبلغ المنحة يكون مقسمًا على شراء مواد وأدوات، وهذه نُسلم فيها فواتير مختومة إثباتًا للشراء، ومبلغ آخر يحدده المركز مكافأة للباحثين، والمركز يفرض علينا -نحن الأجانب- أن نضع معنا أستاذًا سعوديًّا في البحث حتى يستفيد علميًّا، وننقل له الخبرة العلمية.
سؤالي هو: أنا من كتبت مقترح البحث، وفكرة البحث مني، والعمل الذي تم قمت به أنا مع دكتور آخر، وورقة البحث التي تم نشرها قمت بكتابتها أنا، والأستاذ السعودي لم يفعل شيئًا نهائيًّا من هذا، ووُضع اسمه على ورقة البحث على أنه باحث، فهل المكافأة المخصصة له من البحث من حقه أخذها وهو لم يفعل شيئًا، أم من حق الباحث الرئيس الذي قام بكل العمل أن يأخذ مكافأة الباحث السعودي برضا منه؟ وهل وضع اسمه على ورقة البحث صحيح أم لا يجوز؟ علمًا أننا نُجبر على وضع أحد الباحثين السعوديين معنا، وهدف مركز البحوث هو أن ينخرطوا في العمل البحثي، ولكن الذي يحدث هو أن العمل كله علينا، وهم فقط يأخذون المكافأة، وينشر البحث باسمهم، فهل من حقي أن آخذ مكافأتي الخاص بي، ومكافأة الباحث السعودي؟ أرجو إفادتي، ولكم كل الشكر، والامتنان.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالواجب أن ينسب البحث إلى من قام به، ولا يجوز أن ينسب لغيره، فهذا من الكذب والزور، والتشبع بما لم يعط، وفيه هضم لحق القائم بالبحث، فمن علم أنّ أحد المكلفين بالبحث لم يبحث، ولم يأت بشيء مما أنيط به، فلا يجوز له وضع اسمه على البحث بحيث ينسب إليه.

وأمّا المكافأة الممنوحة من الجامعة للباحثين، فهي مستحقة على النحو الذي تحدده الجامعة، فمن قام بواجبه في البحث استحقّ نصيبه من المكافأة، ومن لم يقم بواجبه لم يستحق شيئًا منها، وإذا قبضها فلا تحل له، والواجب عليه أن يردها إلى الجامعة، والجامعة تضع نصيب هذا المقصّر حيث شاءت لغيره ممن قام بالبحث أو غير ذلك، وفق أنظمتها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني