الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما السبيل للخلاص من الوسواس القهري؟

السؤال

ما حكم من ابتلاه الله بالوسواس القهري الديني؟ وما السبيل للخلاص منه؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فمن ابتلاه الله بالوسواس القهري، غير مؤاخذ لما يعرض له من الوساوس، سواء كان ذلك في باب الاعتقاد، أم في غير ذلك من الأبواب، وليس هو مؤاخذًا بهذه الوساوس، رحمة من الله بعباده؛ لما ثبت في الصحيح من قوله صلى الله عليه وسلم: إن الله تجاوز لأمتي عما حدثت به أنفسها، ما لم تعمل، أو تكلم. ولأن الموسوس في معنى المكره؛ إذ لا سبيل له إلى دفع الوسواس عن نفسه، والله تعالى لا يكلف نفسا إلا وسعها.

فإذا علمت هذا، وعلمت أن الموسوس غير مؤاخذ لما يعرض له بسبب الوسوسة، فاعلم أنه لا علاج للوساوس أمثل من تجاهلها، والإعراض عنها، سواء كان ذلك في باب العقائد، أم العبادات، أم الطلاق، أم غير ذلك.

وليعلم الموسوس أنه على خير عظيم ما دام يدافع تلك الوساوس، وأنه يرجى له بذلك الأجر من الله تعالى، وأن وساوسه إن كانت في باب العقائد، فإن كرهه لها، ونفوره منها، دليل على صدق إيمانه، فليستمر في مجاهدة الوساوس ومدافعتها، حتى يمُنَّ الله عليه بالشفاء منها، وليراجع الأطباء ونحوهم؛ فإن في ذلك خيرًا إن شاء الله، ولتنظر الفتاوى التالية أرقامها: 51601، 134196، 147101.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني