الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هي المسافة المسموح بها بين مصل وآخر في الصف

السؤال

في الصلاة الجماعية ما مدى المسافات المسموح بها بين مصل وآخر؟ و ما مدى مسؤولية المصلي و الإمام عن ذلك؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فلعل قصدك بالمسافة : المسافة التي تكون بين مصل وآخر يصليان في صف واحد فالحق أنه لا ينبغي أن تكون بينهما مسافة أصلا بل السنة أن يلصق كل واحد منهما منكبه بمنكب الآخر قدر المستطاع وقد قال بوجوب ذلك بعض أهل العلم فقد روى البخاري في صحيحه من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " (أقيموا صفوفكم فإني أراكم من وراء ظهري وكان أحدنا يلزق منكبه بمنكب صاحبه وقدمه بقدمه). وقد قال صلى الله عليه وسلم أيضاً (أتموا الصفوف وحاذوا بين المناكب وسدوا الخلل ولا تذروا فرجات للشيطان ومن وصل صفاً وصله الله ومن قطع صفاً قطعه الله) رواه أبو داود وصححه الحاكم وابن خزيمة. ومع هذين الحديثين وما في معناهما من الأحاديث الصحيحة إلا أنك ترى أكثر المصلين اليوم إذا حاولت أن تقترب من واحد منهم امتثالا للسنة نفر منك، ويبدو أن هذا الداء قد دب في هذه الأمة من عهد بعيد فقد قال أحد السلف: (ولو فعلت ذلك بأحدهم اليوم نفر منك كأنه بغل شموس). كما أن من المصلين من يخطئ فيبالغ في تطبيق هذه السنة فيشغل نفسه ومن إلى جواره بالمماسة والحركة. والحق وسط بين الغالي فيه والجافي عنه. ومن عاجل عقاب التهاون في تسوية الصفوف ما نراه اليوم من تنافر القلوب فقد روى الشيخان من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لَُتُسَوُّنَّ صفوفَكم أو لَيُخَالِفَنَّ اللهُ بين وجوهكم" .
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني