الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شؤم المعاصي قد يحرم العبد من بعض الطاعات

السؤال

عندما أقرر فعل عبادة، مثل حفظ القرآن، أو قراءته، أو قيام الليل، أو أي عبادة، أشعر بالكسل في الوقت الذي قررته، وعندما أبدأ فيها أملُّ بسرعة، فهل هذا بسبب معصية أنا مستمر عليها؟ أرجو الإجابة، علمًا أني أحافظ على الصلاة.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن شؤم المعاصي قد يحرم العبد من بعض الطاعات، قال الإمام الغزالي في إحياء علوم الدين، متحدثًا عن الأسباب المعينة على قيام الليل: الرابع: أن لا يحتقب، أي: يفعل الأوزار بالنهار؛ فإن ذلك مما يقسي القلب, ويحول بينه وبين أسباب الرحمة. قال رجل للحسن: يا أبا سعيد، إني أبيت معافى، وأحب قيام الليل، وأعد طهوري، فما بالي لا أقوم؟ فقال: ذنوبك قيدتك. انتهى.

وقال ابن القيم في الجواب الكافي، متحدثًا عن آثار الذنوب والمعاصي: ومنها: حرمان الطاعة، فلو لم يكن للذنب عقوبة إلا أن يصد عن طاعة تكون بدله، ويقطع طريق طاعة أخرى، فينقطع عليه بالذنب طريق ثالثة، ثم رابعة، وهلم جرا، فينقطع عليه بالذنب طاعات كثيرة، كل واحدة منها خير له من الدنيا وما عليها. انتهى.

وفي حاشية العدوي -المالكي- على الخرشي : لأن الله يحرم الإنسان القربة بذنب أصابه. انتهى.

وبناء على ما سبق؛ فإنما تشعر به من تكاسل عن الطاعات، كقيام الليل, أو تلاوة القرآن, أو نحوها، قد يكون سببه بعض الذنوب، فأكثر من التوبة, والاستغفار, واستقم على أوامر الله تعالى, وابتعد عن المعاصي -نسأل الله تعالى أن يجنبك الفواحش ما ظهر منها, وما بطن, وأن يوفقك لكل خير-.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني