الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

خالي -شقيق أمي- يتبع البهائية، وقد ورث عقيدته من أمه، وأمي مسلمة ـ والحمد لله ـ وتربطنا بهم علاقة عائلية وطيدة، فأردنا معرفة الرأي الشرعي، فما حدود العلاقة التي تجب بيننا من باب صلة الرحم؟ وشكرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالبهائية تقوم على كثير من العقائد الفاسدة، والأفكار الكفرية، وسبق بيان جملة منها في الفتوى رقم: 20553.

فمن يعتنق مثل هذه الأفكار كافر خارج عن ملة الإسلام، فعلى هذا الأساس يكون التعامل معه، وصلة الرحم الكافرة غير واجبة، كما بيناه في الفتوى رقم: 53586.

ولكن ينبغي صلتها إذا رجي دخولهم في الدين، قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: صلة الرحم الكافر ينبغي تقييدها بما إذا أيس منه رجوعًا عن الكفر، أو رجا أن يخرج من صلبه مسلم، كما في الصورة التي استدل بها، وهي دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لقريش بالخصب، وعلل بنحو ذلك، فيحتاج من يترخص في صلة رحمه الكافر أن يقصد إلى شيء من ذلك... اهـ.

وينبغي أن تسلطوا عليه من يبين له الحق، ويكشف له ضلال هذه الفرقة -عسى الله أن يجعل هدايته للحق على أيديكم-.

وفي هذا من عظيم الأجر ما فيه، روى البخاري ومسلم عن سهل بن سعد -رضي الله عنه-: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ حين بعثه إلى خيبر: ثم ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم، فوالله لأن يهدي الله رجلًا بك خير لك من أن يكون لك حمر النعم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني