الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يجوز قول: يا عماد من لا عماد له، ويا ركن من لا ركن له، ويا سند من لا سند له؟

السؤال

كنت قرأت في فتوى لكم: "لا يجوز أن يدعى الله تعالى بالركن الشديد؛ لأن أسماء الله وصفاته توقيفية"، فهل يجوز في الدعاء القول: يا عماد من لا عماد له، ويا ركن من لا ركن له، ويا سند من لا سند له؟.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فيجوز أن تدعو الله تعالى بما ذكرتَ في سؤالك؛ لأن قولك: يا عماد من لا عماد له... إلخ، ليس من باب تسمية الله تعالى بما لم يسمِّ به نفسه، ولا من باب وصف الله تعالى بما لم يصف به نفسه، وإنما هو من باب الإخبار عن الله تعالى بمعنى يليق به، وباب الإخبار أوسع من باب الأسماء والصفات، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع ذلك في دعائه، فقد روى الترمذي في جامعه عَنْ أَنَسٍ ـ رضي الله تعالى عنه ـ أنه قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ: يَا مُقَلِّبَ القُلُوبِ، ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ.

وليس من أسماء الله تعالى مقلب القلوب، ولكنه خبر عنه سبحانه، وقد سبق أن قررنا هذا المعنى في فتاوى سابقة، وانظر للفائدة الفتويين رقم: 236161، ورقم: 41079.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني