الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الدعاء للمسلمين بألا يصابوا بمرض معين

السؤال

في بعض الأحيان أدعو مثلا أن يبعد الله عني المرض الخبيث، ثم أقول: وعن إخوتي، وأمي، ثم أود أن أقول: وعن جميع المسلمين، فأتوقف، خوفا من أن أكون بدعائي قد طلبت المستحيل. فكيف يمكن ألا يمرض أحد من المسلمين به؟ فهل هنا أكون قد استهنت بقدرة الله؟
وهل أستطيع تكملة الدعاء، باعتبار أنه لا يستحيل شيء على قدرة الله؟ أم يجب علي ألا أدعو بمثل هذا الدعاء؛ لعلمي أن هناك من سيمرض به؟
وجزاكم الله ألف خير.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإنه لا حرج في سؤال الله العافية، والسلامة لجميع المؤمنين، من مرض معين، ولا يعتبر ذلك من طلب المحال؛ لأنه لم يرد نص - حسبما نعلم- في أنه لا بد من إصابة هذا المرض لبعض الناس.

والأصل جواز الدعاء لعموم الأمة، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو لها دعاء عاما، ففي صحيح ابن حبان عن عائشة ـرضي الله عنهاـ أنها قالت: لما رأيت من النبي صلى الله عليه وسلم طيب نفس، قلت: يا رسول الله ادع الله لي، فقال: اللهم اغفر لعائشة ما تقدم من ذنبها، وما تأخر، وما أسرت، وما أعلنت، فضحكت عائشة حتى سقط رأسها في حجرها من الضحك، قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيسرك دعائي؟ فقالت: وما لي لا يسرني دعاؤك، فقال صلى الله عليه وسلم: والله إنها لدعائي لأمتي في كل صلاة. والحديث حسنه الألباني في السلسلة.
وراجعي في وصف السرطان بالخبيث، الفتوى رقم: 104960

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني