الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم دعاء: اللهم لا تستدرجني أو لا تكد بي أو لا تمكر بي

السؤال

هل قول: اللهم لا تستدرجني، أو اللهم لا تكد بي ولا تمكر بي ـ جائز؟ وهل يعد سوء أدب مع الله؟.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الاستدراج, والمكر, والكيد، كلها صفات ورد وصف الله تعالى بها في كتابه الكريم على ما يليق بالله جل جلاله, قال شيخ الإسلام ابن تيمية في التدمرية: وهكذا وصف نفسه بالمكر والكيد، كما وصف عبده بذلك، فقال: وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ـ وقال: إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا وَأَكِيدُ كَيْدًا ـ وليس المكر كالمكر، ولا الكيد كالكيد. انتهى.

وقال القرطبي في تفسيره: سنستدرجهم من حيث لا يعلمون ـ معناه سنأخذهم على غفلة وهم لا يعرفون، فعذبوا يوم بدر، وقال سفيان الثوري: نسبغ عليهم النعم وننسيهم الشكر، وقال الحسن: كم مستدرج بالإحسان إليه، وكم مفتون بالثناء عليه، وكم مغرور بالستر عليه، وقال أبو روق: أي كلما أحدثوا خطيئة جددنا لهم نعمة وأنسيناهم الاستغفار، وقال ابن عباس: سنمكر بهم، وقيل: هو أن نأخذهم قليلا ولا نباغتهم. انتهى.

وفي سنن أبي دود, والترمذي من حديث ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو: رب أعني ولا تعن علي، وانصرني ولا تنصر علي، وامكر لي ولا تمكر علي، واهدني ويسر هداي إلي، وانصرني على من بغى علي.

وبناء على ما سبق, فيجوز للسائل أن يقول في دعائه: اللهم لا تستدرجني, أو اللهم لا تكد بي ولا تمكر بي ـ ولا يعتبر هذا سوء أدب مع الله تعالى، وقد ذكرنا تفصيل مذهب السلف حول صفة الكيد, والمكر, ونحوهما, وذلك في الفتوى رقم: 319516.

مع التنبيه على أن الدعاء بالمأثورأفضل, كما سبق في الفتوى رقم: 52405.

وانظر حول آداب الدعاء وشروطه وأسباب إجابته الفتوى رقم: 119608.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني