الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المشاكل الزوجية لا تختص بالنساء

السؤال

لماذا تحولت الدنيا، وأصبحت أكثر المشاكل تحدث عن طريق البنات، هن من يعكرن صفو الحياة الزوجية، وسهل عليهن جدا طلب الطلاق، بالإضافة إلى أنهن لا يعرفن معنى ارتباط، أو حب، أو أسرة، والرجل أصبح أكثر ضعفا، وهو من يخاف تفكك الأسرة، ولا يستطيع الرجل الصبر على عدم العلاقة الحميمية، بعكس المرأة، يمكن أن تظل عمرها كله بدون علاقة، لا يختلف عندها الأمر، أليس لديهن احتياج كالرجال؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا يصحّ تعميم القول بأنّ أكثر المشاكل الزوجية راجعة إلى النساء، وإلى قلة اكتراثهن بالأزواج، فالواقع يشهد بأنّ بعض المشاكل يرجع إلى الرجال، وبعضها يرجع إلى النساء، وليس صحيحاً أنّ النساء يصبرن عن معاشرة الأزواج بلا حد، فالمرأة تحتاج إلى معاشرة زوجها، ويضعف صبرها إذا طال غيابه عنها.

وقد سأل عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- بعض النساء: كم تصبر المرأة عن الزوج؟ فقلن: شهرين، وفي الثالث يقل الصبر، وفي الرابع ينفد الصبر. فكتب إلى أمراء الأجناد، أن لا تحبسوا رجلا عن امرأته أكثر من أربعة أشهر. المغني لابن قدامة.
فالمقصود أنّ المشاكل الزوجية لها أسباب عديدة ترجع إلى النساء والرجال، ولا تختص نوعاً منهما، وعلى كل منهما أن يتقي الله، ويعاشر الآخر بالمعروف، وعلى الرجل أن يتعامل مع امرأته بحكمة، فيضع الشدة والرفق في مواضعهما، مع مراعاة طبيعة المرأة التي وصفها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: "... وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ؛ فَإِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ، وَإِنَّ أَعْوَجَ شيء في الضِّلَعِ أَعْلاَهُ، إِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ، اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا. متفق عليه.
وقال البخاري -رحمه الله- في صحيحه: بَابُ المُدَارَاةِ مَعَ النِّسَاءِ، وَقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّمَا المَرْأَةُ كَالضِّلَعِ»
قال المهلب: المداراة أصل الألفة واستمالة النفوس، من أجل ما جبل الله عليه خلقه، وطبعهم من اختلاف الأخلاق. شرح صحيح البخاري لابن بطال. وقال المناوي: أي لاطفها، ولاينها، فبذلك تبلغ مرامك مِنْهَا من الِاسْتِمْتَاع، وَحسن الْعشْرَة. التيسير بشرح الجامع الصغير.
وراجع الفتوى رقم: 73552.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني