الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

واجب من استمنى في نهار رمضان

السؤال

أنا شاب أبلغ من العمر 24 عاما.
قد بلغ الندم أشده في جوفي، وقد علمت حجم، وعظم معصيتي للخالق. ونويت التوبة، ولكن لم أجد من يدلني ويرشدني.
فأرجو منكم أن تعينوني على ذلك، وأسأل الله لكم الأجر والثواب.
مصيبتي باختصار: قد أفطرت في رمضان عدة مرات، ويا حسرتى على ما فعلت، وهي كالتالي:
1/ رمضان 1435 (مارست العادة السرية، وأفطرت بعض الأيام، وكنت متقطعا في صلاتي) أي تارة أصلي، وأخرى لا.
2/ رمضان 1436 (مارست العادة السرية في عدة أيام، ولكني أكملت الإمساك بعدها، وكنت محافظا على صلاتي).
3/ رمضان 1437 (مارست العادة السرية 7 أيام، وأكملت الإمساك، ومحافظ على الصلاة).
بالنسبة لرمضان عام 1436 لا أعلم كم يوما أفطرت، ولكني قد صمت بنية القضاء، والتوبة 5 أيام، رغم أني قد نويت القضاء ب 10 أيام احتياطا.
نهاية حديثي: أعلم حجم ما فعلت من معصية، ولكني نويت التوبة، وأطلب منكم العون والإرشاد، وأقسم بالله أني نادم، ساعدوني ماذا يترتب علي من أحكام؟ وماذا يجب أن أفعل؟
وأعطوني طريقة التخلص من العادة أرجوكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن كنت قد تبت من هذا الذنب توبة صحيحة، مستوفية لشروطها وأركانها من الإقلاع عن الذنب، والعزم على عدم معاودته، والندم على فعله. فيرجى أن يعفو الله عنك، ويقبل توبتك، ويقيل عثرتك.

وأما ما يلزمك: فإن كنت جاهلا بكون الاستمناء من المفطرات، فلا قضاء عليك، -على ما نفتي به- وانظر الفتوى رقم: 79032.

وأما إن كنت تعلم كونه من المفطرات -كما هو الظاهر- فعليك أن تقضي جميع ما أفطرته من أيام، سواء التي أكلت فيها، أو التي أمسكت فيها بعد فعل هذا المفطر، وما تشك في فطره، فلا يجب عليك قضاؤه؛ إذ الأصل صحة صومك، والشك في العبادة بعد الفراغ منها لا يؤثر، ولا تلزمك كفارة؛ لأنها لا تلزم -على المفتى به عندنا- إلا في الفطر بالجماع، وانظر الفتوى رقم: 111609.

وأما الاستمناء فإنه محرم، تجب عليك التوبة منه، ومما يعينك على ذلك: الزواج، وشغل نفسك بما ينفعك في دينك ودنياك، ومصاحبة أهل الخير، وتقليل وقت الفراغ عندك، ولزوم ذكر الله تعالى، وكثرة التفكر في أسمائه وصفاته، واستحضار اليوم الآخر، والجنة والنار، نسأل الله أن يمن علينا، وعليك بالتوبة النصوح، وراجع الفتوى رقم: 7170.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني