الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

آثار المجاملات الطيبة على علاقات الأقارب

السؤال

أعاني من مشكلة بين الأهل غير ظاهرة، لكنني أنا ووالدتي نشعر بها ولا نستطيع تفسيرها للأهل, فخالي وخالتي كثيرا ما يتجنبان أمي وليس بسبب مشكلة فلا يوجد شيء كهذا على الإطلاق... وكنا دائما نسمع بذهاب أبناء خالتي مع خالي في السفر بسيارة ليوم والعودة, وعندما أردت الذهاب وافقا، وبعدها تجاهلاني، وأحيانا خالتي تتضايق منا.... وخالي الذي يسكن في بيت جدي كثيرا ما يستدين من جدي ولا يعيره الكثير من الانتباه، فهل يجوز تجنب خالي وخالتي لأمي؟ وهل يجوز ما يفعلانه لنا؟ فكثيرا ما يتجنباننا ولا نعرف شيئا إلا من جدي.....

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد أمر الشرع بصلة الرحم ونهى عن قطعها، ونهى عن التباغض والتدابر، ففي صحيح مسلم عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تباغضوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث.
وعن جبير بن مطعم أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَاطِعٌ. متفق عليه.

لكن الظاهر من السؤال ـ والله أعلم ـ أنّ خالك وخالتك ليس بينهما وبينكم قطيعة رحم، ولا تبدو منهم إساءة لكم، وغاية ما في الأمر أن يكون منهم شيء من الانقباض عنكم، فالواجب إحسان الظن بهم، وحمل أفعالهم وأقوالهم على أحسن الوجوه، واستعيذوا بالله من نزغات الشيطان وصلوا الرحم، فأفشوا السلام بينكم وتصافحوا وتهادوا، ومن ألقى الشيطان في قلبه شراً نحو أخيه، فلا يستسلم لوسوسة الشيطان، وليقابل ذلك بالدعاء لأخيه بخير، فإن ذلك ـ بإذن الله ـ يردّ كيد الشيطان، كما أنّ مقابلة السيئة بالحسنة والمبادرة بالكلام الطّيب ولو كان تكلفاً مما يجلب المودة ويقي شر نزغات الشيطان، قال تعالى: وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ {فصلت:34}.

وقال الغزالي رحمه الله: بل المجاملة تكلّفا كانت أو طبعا تكسر سورة العداوة من الجانبين، وتقلّل مرغوبها، وتعوّد القلوب التآلف والتحاب، وبذلك تستريح القلوب من ألم الحسد وغم التباغض.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني