الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المرض المبيح للفطر وغير المبيح

السؤال

رجل يعاني من ألم في فقرات الظهر، ولكنها لا تؤثر على الصيام، وإنما حالته تُتعبه يوما بعد يومٍ، وأول أمس قام من النوم فقاس السكر فوجده 15وشعر بحكة شديدة في رجليه فدخل واغتسل، وشعر بالعطش والتعب وأصرَّ ألا يفطر، ثم نام ثم قام فاغتسل مرة أخرى، ولما ذهب إلى الطبيب قال له كان عليك أن تفطر، ولا يجوز لك أن تهلك نفسك، وهو يقول إنه لا يحب أن يفطر في رمضان، فإذا تعرض لحالة مثلها، فهل يفطر؟ وكيف يقضي، خاصة أن هذا المرض قد لا يزول؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فهذا الرجل كان يشرع له ترك الصيام ما دام الصيام يزيد مرضه، ومتى ما تكرر ذلك معه وجب عليه الفطر، إن كان الطبيب أكد له خطورة الصوم عليه، وأنه قد يعرضه للهلاك، كما بينا في الفتوى رقم: 6246.

وما دامت شدة المرض تأتيه في بعض الأحيان ويقدر على الصيام في غيرها، فإنه يفطر ثم يقضي ما أفطره بعد رمضان؛ كما قال تعالى: فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ {البقرة:185}.

ولا فدية عليه مع القضاء، فإن قُدّر أن صار مرضه مزمناً بحيث لا يرجى برؤه ولا يقدر على الصوم أبداً، بإخبار الأطباء.. فإنه يفطر ويفدي عن كل يوم من رمضان، وقد اختلف أهل العلم في مقدار هذه الفدية، وقد بينا تلك الأقوال في الفتوى رقم: 28409، وأن مقدارها في قول الجمهور مدٌّ من طعامٍ، وهو ما يساوي 750 غراماً من الرز، عن كل يوم من رمضان.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني