الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

ما حكم من يقول: أكره قدري؟.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فهذا القول لا ينبغي التلفظ به على أية حال، وأما حكمه فيختلف بحسب قصد قائله ومراده، فإن كان مراده كراهية القَدَر الذي هو فعل الله تعالى، فهو على خطر عظيم، ويشتد ذلك إن كان سببه: الشك في حكمة الله تعالى وكمال علمه وعدله، أو الاعتراض على مشيئته وربوبيته، فهذا ناقض من نواقض الإيمان ـ والعياذ بالله ـ وأما إن كان مراده كراهية الأمر المقدَّر نفسه، كراهةَ طبعٍ وجبلة، لما فيه من الألم أو الحرمان مما يشتهيه، وكان سببه الجزع والتألم، مع اليقين بحكمة الله تعالى وعدله، فهذا وإن كان حراما لجزع صاحبه، إلا إنه لا ينقض إيمانه، وتزول هذه الحرمة إن زال الجزع المنافي للصبر الواجب، فلا اعتراض ولا معارضة، بل تسليم وإذعان، بحيث لا يتعدى مراد القائل التعبير عن أن هذا المقدور جاء على غير ما يحب، وبما لا يوافق هواه وطبعه، فيكون ذلك بمثابة قول القائل: أكره المرض، أو الفقر، ونحو ذلك، وما الفقر والمرض إلا من قدر الله تعالى، وتبقى مع ذلك هذه العبارة مكروهة شرعا، لما يفوت صاحبها من كمال الأدب مع مقام الربوبية، وراجع في ذلك الفتويين رقم: 133564، ورقم: 328867.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني