الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التوبة من نية المعصية وإرادتها

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
سؤالي هو: فيما سبق ارتكبت معصية، حيث حاولت السرقة، ولكن تراجعت قليلا خوفا من أن يكشف أمري. ولكن أيضا بعدها بقليل خالجني شعور بالندم، وتبت إلى الله واستغفرت، ولم أعد لذلك أبدا. قرأت أنه ليس علي ذنب. وهناك من قال إنني أحاسب على النية فقط، وليس على ذنب السرقة. مستدلين على ذلك بحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فيه: إذا التقى المسلمان بسيفيهما، فالقاتل والمقتول في النار. فقيل: يا رسول الله هذا القاتل، فما بال المقتول؟! قال: إنه كان حريصاً على قتل صاحبه.
فهل هذا الحديث خاص بمن لم يتب، حيث إن المقتول مات وهو مصر على قتل صاحبه، ومات وهو لم يتب؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالنية الجازمة والتي لا يتخلف عنها الفعل إلا للعجز، مما يأثم بها صاحبها؛ للحديث المذكور، وغيره من الأدلة، وانظر الفتوى رقم: 253183، ولكن التوبة النصوح تمحو كل الذنوب، وتزيل جميع الآثام.

وما دمت قد تبت من نيتك السرقة وإرادتك إياها، فإن توبتك تزيل عنك تبعة هذا الإثم؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب، كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه، وانظر الفتوى رقم: 188067.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني