الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج الفتور في الحياة الزوجية

السؤال

بارك الله لكم بما تقدمونه لنا، وأود أن أسألكم: إنني متزوجة منذ أربع سنين، ومنذ سنة تقريبا وزوجي تغيرت معاملته لي تماما، فلم يعد يهتم بي نهائيا، ولا يهمه أمري بأي شيء؛ حتى دموعي لم يعد يتأثر بها، لايكلمني كلاما جميلا، ولا كلاما فيه حب وود، لا يحضنني، لا يمسح دمعي، لا يسهر معي، لا يسمع همومي، ولا حتى نصيحتي، لا يشعر بألمي، لا يواسيني، لا يناقشني، ولا يحاورني، حتى عندما يريد الجماع يقول( هيا بسرعة) وبدون أي مقدمات، وفي وقت لا يتجاوز الخمس دقائق، بمعنى أن الحياة الزوجية سواء الجسدية أو الروحية أصبحت بلا معنى معه، حاولت أن أغير فيه شيئا، وفعلت ما بوسعي، وقرأت نصائحكم لغيري من الإخوة وطبقتها، ولم أستفد شيئا. قال لي: أنا لم أنقص عليك شيئا، وبالفعل لا ينقص علي شيئا من أغراض البيت ومستلزماته. وقال: أنت في حياتي زوجة فقط، ولست حبيبة. هذه هي الجملة التي جرحتني جرحا عميقا، مع العلم أنه قبل أن يتزوجني كان على علاقة حب مع فتاة، واستمرت حوالي ست سنين، ولم تتكلل بالزواج.
أعلم أنه لا يزال يحبها، ويفكر فيها، ويحاول أن يعرف أخبارها.
من خلال عدة مواقف جرت في حياتنا، حاولت أن أنسيه إياها، منحته ما بوسعي من حب وعطف وحنان، ولكن لا جدوى. فما ذنبي أنا أن يعاملني بهذا الجفاء. وصلت معه الآن أني تعبت نفسيا منه، ومن الحياة معه؛ خاصة أني أعيش وحيدة وبعيدة عن أهلي وعن أقاربي، ولا أحد حولي. فماذا أفعل معه أكثر من ذلك؟
بالله عليكم أرشدوني، وكيف أنسيه حبه القديم؟ وهل الإسلام يفرق بين حب الحبيية وحب الزوجة؟ ألا يجب أن تكون الزوجة هي الحبيبة؟ وهل يحق لي إن بقي هكذا أن أنفصل عنه؟ أرشدوني. وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنصيحتنا لزوجك أن يتقي الله، ويعاشرك بالمعروف، ويعلم أن المعاشرة بالمعروف لا تقتصر على بذل النفقة والكسوة والسكنى، ولكن تقتضي تلبية الحاجات النفسية، ومراعاة الجوانب العاطفية حسب الطاقة والوسع، ويعلم أنّ الزوجة الصالحة نعمة من أجل النعم التي تستحق الشكر، ومن الشكر الإحسان إليها وملاطفتها ومداراتها، وهي بلا ريب أحق بعاطفة الحب، وأولى بالمودة ممن لا تربطه بها علاقة مشروعة سوى خيالات وأوهام يزينها الشيطان.

ونصيحتنا لك أن تصبري على زوجك، وتداومي على الأسباب الجالبة للمودة، بالمواقف الطيبة، والكلمات الرقيقة، والهدية ولو باليسير، والتعاون على طاعة الله، مع الاستعانة بالله ودعائه، ولا تتعجلي النتيجة، فسوف يثمر ذلك ثماره الطيبة بإذن الله، وإذا لم تقدري على الصبر عليه فيجوز لك مخالعته، كما بينا ذلك في الفتوى رقم : 119423.

لكن الأولى الصبر، فإن الافتراق عن الزوج قد يترتب عليه ضرر أعظم من ضرر بقائك معه على تلك الحال، مع التنبيه إلى أن مشاعر الحب ليست شرطاً لاستقرار الحياة الزوجية، قال عمر رضي الله عنه لرجل يريد أن يطلق زوجته معللاً ذلك بأنه لا يحبها: ويحك، ألم تبن البيوت إلا على الحب، فأين الرعاية وأين التذمم؟. وقال أيضاً لامرأة سألها زوجها: هل تبغضه؟ فقالت: نعم، فقال لها عمر: فلتكذب إحداكن ولتجمل فليس كل البيوت تبنى على الحب، ولكن معاشرة على الأحساب والإسلام. أورده في كنز العمال.

وللفائدة ننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني