الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يؤجر من ينشر أمورا مفيدة باستخدام برامج مقرصنة

السؤال

علمت أن استعمال الكراكات لتنزيل بعض البرامج حتى لو علمية لا يجوز. للأسف أحتاج لتنزيل هذه البرامج، وأستغفر الله كثيرا لذلك؛ حيث إنني أستعمل مثل هذه البرامج لتنزيل أوراق علمية مفيدة. فهل لن يأجرني الله على علمي هذا ونشره؟ إن كنت أستعمل الكراكات؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد بينا في فتاوى كثيرة أنه لا يجوز استخدام البرامج المقرصنة مطلقا على الراجح، والنية الحسنة والغاية الطيبة في نشر العلم أو نفع الغير لا يبيح الاعتداء على حق مالكي تلك البرامج، وقد أفتت المجامع الفقهية باعتبار ذلك الحق، وحرمة تجاوزه، وجعلت لأصحابه حقًّا ماليًا فيه، ويلزم المعتدي عليه قيمة ما فوته على مالكه من المنافع، وما لحق به من ضرر. جاء في قرار مجمع الفقه الإسلامي في دورة مؤتمره الخامس بالكويت: 1409هـ ـ 1988م ...: حقوق التأليف، والاختراع أو الابتكار، مصونة شرعًا، ولأصحابها حق التصرف فيها، ولا يجوز الاعتداء عليها. اهـ.

وأما الأوراق العلمية المفيدة التي قمت بتنزيلها باستخدام هذه البرامج: فلا حرج عليك في الانتفاع بها ونشرها وتوزيعها لكسب الثواب، ولك الأجر في ذلك إن شاء الله، مع بقاء حق أصحاب البرنامج المعتدى عليها. ولكن عليك الكف عن ذلك فيما يستقبل، وتلك الغاية لا تبيح الاعتداء على حقوق الغير. وانظري الفتوى رقم: 245392.

ثم إنا ننبهك على أمر مهم، وهو أن ثمرة العلم هي العمل به، وقد ذكرت في سؤالك أنك علمت بحرمة ذلك، فكان عليك أن تكفي عنه بعد ما علمت بحرمته، كما أن من شروط التوبة: الإقلاع عن المعصية، والعزيمة على عدم العود.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني