الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تخشى من الزواج بسبب تخيلها أنها متزوجة

السؤال

أود سؤال حضرتكم: هل يصبح الزواج حراما إن تزوجت الفتاة وهي تشك أنها على ذمة رجل آخر، حيث إنني أبلغ من العمر 23 عاما، وكنت معجبة بشخص ما، ولكنني لا أتذكر أنني قمت بالحديث معه. كل ما كنت أقوم به هو النظر إليه فقط عن بعد وأنا أنتظر الحافلة، وهو أيضا كان يبادلني النظر، وأحيانا يمر من جانبي، أو يفعل أي شيء ليلفت نظري إليه. وبعدها انتقلت إلى سكن جديد، ولم أعد أمر على موقف الحافلة منذ ثلاث سنوات، والآن تراودني أفكار أنني من الممكن أن أكون قد تزوجته بأن قمت بالتوقيع على العقد في محله بالقرب من الحافلة، وأن الشهود كانوا هم الناس الذين في الشارع أو المحل، وأحيانا تراودني أفكار أن من الممكن أن أكون قد ذهبت معه إلى بيته وزنيت معه -لا قدر الله-.
فهل إن أعلنت ذلك يعتبر الزواج صحيحا، وأكون أمام الله متزوجة أم ماذا؟ وكيف لي أن أتأكد أنني قد تزوجته، أو زنيت معه؟ أنا لا أستطيع التذكر، ولا أستطيع أن أسأله، فأخاف أن تكون هذه وساوس؛ لأنني مصابة بعض الشيء بالوسوسة.
هل توجد فتوى في ذلك؟
أرجوكم ساعدوني، فأنا لا أستطيع أن أرتبط بأي شخص، خوفا من أن أكون على ذمة ذلك الرجل، وقد قرأت أن الزواج من دون أبي يعتبر فاسدا، فيلزم أن يطلقني قبل أن أتزوج من أي شخص آخر.
أفيدوني أرجوكم، فأنا أخاف إن تزوجت أن أكون بذلك قد أغضبت الله.
وهل الاستسلام، وعدم قبول التزوج من أي أحد خوفا من أن أكون على ذمة ذلك الرجل، هو الحل الأمثل، وأحيانا تراودني أفكار أنني قد قمت بتمزيق الورقة. أنا لا أستطيع أن أقرر؛ لأني أشك في نفسي، ولا أدري ما العمل؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالنكاح له شروطه، ومن ذلك أن يكون بإيجاب وقبول من طرفي العقد، وهما الولي، أو من ينوب عنه، والزوج أو وكيله، ويكون بصيغة معينة يشهد عليها شاهدان أو أكثر، وراجعي الفتوى رقم: 1766.

ولا يحصل النكاح بمجرد ما ذكرت من تبادلك النظرات مع الرجل المذكور ونحو ذلك، ولا تكوني متزوجة بمجرد ظنك أنك كذلك، فيبقى الأمر على أنك خالية من زوج، فلا حرج حينئذ في النكاح من آخر. ولمعرفة كيفية علاج الوسوسة، راجعي الفتوى رقم: 3086.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني