الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مظاهر الولاء للكفار وحكمه

السؤال

هل يعد الولاء للكافر كفرا أم فسقا؟ وكيف يعرف الموالي من غير الموالي، فالعمل قلبي؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن والاه، أما بعد :

فموالاة الكافر على درجات بعضها كفرٌ أكبر مخرجٌ من الملة، وبعضها فسق دون الكفر الأكبر، وقد بينا هذا في الفتوى رقم: 149369، ويستدل على الموالاة للكفار بالتلبُّسِ بمظاهرها، إذ الموالاة لها مظاهر تدل عليها، ويحكم على من اتصف بها بأن فعله هذا يدل على موالاته للكفار، قال الشيخ الفوزان : وللولاء والبراء مظاهر تدلُ عليهما ... من مظاهر موالاة الكفار: التشبه بهم في الملبس والكلام وغيرهما... إعانتهم ومناصرتهم على المسلمين ومدحهم والذب عنهم.. الاستعانة بهم والثقة بهم، وتوليتهم المناصب التي فيها أسرار المسلمين، واتخاذهم بطانة ومستشارين.. مشاركتهم في أعيادهم أو مساعدتهم في إقامتها أو تهنئتهم بمناسبتها أو حضور إقامتها... التسمي بأسمائهم.. الاستغفار لهم والترحم عليهم. اهـ

وجاء في فتاوى اللجنة الدائمة : من مظاهر الولاء للكفار: التشبه بهم، وارتداء ملابس تحمل شعاراتهم؛ كالصليب ونحوه، والعناية بصورهم، وتشجيع أنديتهم الرياضية، وتعليق أعلامهم على السيارات والبيوتات والمحال التجارية، والتسمي بأسمائهم الخاصة بهم، والدعوة إلى محبتهم وصداقتهم، والافتخار بالانتساب إليهم، وإلى رؤسائهم وأعيانهم، والانبهار بأهوائهم وأفكارهم المخالفة للإسلام. . إلى آخر تلك المحن والبلايا التي وقع فيها كثير من المنتسبين للإسلام ... اهـ .

هذا، وننبه إلى أمرين في غاية الأهمية في هذا الباب، الأول: أن الشخص المعين لا يحكم عليه بأنه موال للكفار إلا بعد تحقق شروط الحكم على بذلك وانتفاء موانعه، فإذا حصل ذلك حكم عليه بحسب نوع الموالاة التي ثبت له حكمها.

الثاني: أن من له حق النظر في هذه المسائل الخطيرة وإصدار الأحكام فيها هم أهل العلم الراسخون فيه، وقصة حاطب بن أبي بلتعة خير دليل على ذلك.

أما تسلق القصر علميا على هذه القضايا التي ليسوا من أهل النظر فيها، فقد جر ذلك على الأمة ما جر عليها مما لا يخفى على ذي بصيرة.

نسأل الله تعالى أن يعيدنا إلى رشدنا، ويهدينا سواء السبيل، ويعصمنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن.

والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني