الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بين أفضلية الصمت أو النطق

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله، حديث شريف، نريد تخريج الحديث: قال صلى الله عليه وسلم الصلاة عماد الدين، والصمت أفضل والصيام جنة، والصمت أفضل، والصدقة تطفىء غضب الرب، والصمت أفضل، والجهاد سنام الدين، والصمت أفضل.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فلم نجد لهذا الحديث أصلاً في كتب السنة المعتمدة، ثم إن الصمت ليس بأفضل عن السكوت مطلقاً فضلاً عن أن يكون أفضل من الصلاة أو الصيام أو الصدقة أو الجهاد، فإن الصمت عن قول الباطل لا شك في فضليته، فقد روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت. وأما من حيث المقارنة بين الكلام بالخير والسكوت فقد قال السفاريني في كتابه غذاء الألباب: والمعتمد أن الكلام أفضل لأنه من باب التحلية، والسكوت من باب التخلية، ولأن المتكلم حصل له ما حصل للساكت وزيادة، وذلك أن غاية ما يحصل للساكت السلامة، وهي حاصلة لمن يتكلم بالخير مع ثواب الخير. ونقل عن الحافظ ابن رجب أنه قال: تذاكروا عند الأحنف بن قيس : أيهما أفضل الصمت أو النطق؟ فقال الأحنف : النطق أفضل، لأن فضل الصمت لا يعدو صاحبه، والمنطق الحسن ينتفع به من سمعه. ونقل عن رجل أنه قال عند عمر بن عبد العزيز الصامت على علم كالمتكلم على علم، فقال عمر: إني لأرجو أن يكون المتكلم على علم أفضلهما يوم القيامة حالاً، وذلك أن منفعته للناس، وهذا صمته لنفسه. ومن أراد المزيد فليطالع هذا الكتاب. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني