الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الاستثمار في المواقع الإعلانية

السؤال

أريد أن أستفسر عن الربح من المواقع الإعلانية والكسب منها لكي لا ندخل في الحرام والمسائل الربوية.
والشرح كالآتي: هناك موقع للربح من الإعلانات بالضغط عليها.
أقوم بشراء حزمة إعلانات بـ 1 دولار، أتحصل مقابلها على 70 زيارة لموقعي، وتعطيني الشركة مجموعة من النقاط تقدر بـ 3200 نقطة للحزمة(استثمار 1 دولار يعود علي بنسبة ربح 159%)، ثم تقوم الشركة بتوزيع الإعلانات على الأعضاء حسب عدد النقاط التي لدى كل واحد، فهي تأخذ على كل إعلان يصلني -مثلًا- قيمته 1 دولار 2000 نقطة، وبذلك يصبح لدي في رصيدي 1200 نقطة، و1 دولار يمكنني شراء حزمة إعلانات أخرى به أو سحبه، وبذلك الكل يستفيد من زيارات لموقعه، ويزور مواقع الأعضاء الآخرين، وهي عبارة عن إعلانات لمواقع ربحية ليست إباحية.
فالإعلانات تدوم فقط 24 ساعة، فإن لم تضغط عليها تذهب إلى أعضاء آخرين. ويمكنني دعوة أصدقائي للشركة، وأتحصل نسبة من ضغط الأعضاء على إعلاناتهم. ويمكنني سحب أرباحي متى أشاء بأي قدر أريد.
* أرباح الموقع تأتي من استيراد السيارات في تونس.
السؤال هنا: هل يجوز الاشتراك في هذا الموقع والاستثمار فيه؟
إذا كان ربا هل يجوز العمل فيه دون استثمار لأن الموقع يجيز لك العمل دون استثمار فقط بمجهودك اليومي؟
وإذا كان حلالا العمل دون استثمار، هل يجوز جلب أعضاء جدد للموقع وربح نسبة منهم مع العلم أني لا أعلم هل هم يستثمرون أم لا؟
هل يجوز الربح الذي أربحه من الشركة أن أعيد استثماره. مع العلم أني لم أستثمر ولا أي دولار من مالي الخاص عند بداية دخولي للموقع؟
إذا كان عملي كله ربويا هل يجوز لي بيع حسابي للآخرين؟
هل ينطبق كل هذا الكلام على المواقع التي تستثمر أموالنا بالربح الثابت؟ أي أني يجوز لي أن أشارك فيها دون استثمار؟
وشكرا لكم، وعذرا على الإطالة، والله يجعل عملكم في ميزان حسناتكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمع ما بيناه في الفتوى السابقة تحت الرقم: 290149. مما يتضمنه العمل المذكور من المحاذير الشرعية وما تشتمل عليه من الغش والتغرير لم تضف في هذا السؤال جديدا غير ما ذكرته من أن أرباح الموقع تأتي من جهات مختلفة. والمشكلة الأساس ليست في حلية رأس مال الموقع، وإنما في التعامل معه على النحو المذكور، وقد بينا أنه لا يجوز التعامل معه، ولا الدلالة عليه، ومن كان يملك حسابا فليس له بيعه لغيره، وما اكتسب منه قبل العلم بحرمته فيرى بعض أهل العلم أنه لا حرج في الانتفاع به مع الكف عن التعامل معه فيما يستقبل، ولو دون استثمار.

وأما قولك هل ينطبق هذا على كل المواقع التي تستثمر أموالنا بالربح الثابت، فالجواب أنه لا بد من معرفة طريقة المعاملة، وكيفية الاستثمار، وشروط العقد للحكم، ولا يمكن الحكم عليها جملة هكذا. وإن كان الغالب عدم تحري تلك المواقع للحلال، فكل همها هو الربح فقط .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني