الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

واجب الزوجة تجاه زوجها فاقد الغيرة المفرط في الصلاة

السؤال

أنا فتاة تزوجت قبل شهر، زوجي رجل رائع، أحببته جدا، وأحبني بجنون، كنا ثنائيا رائعا، سافرنا شهر العسل، وبدأت ألاحظ عليه الانفتاح جدا، ولكني تجاهلت الموضوع. كان سعيدا بي جدا، ويحبني بجنون، ويرى أني كثيرة عليه، فكان يحب أن يُري الناس كم هو محظوظ بي، ويريهم أني جميلة، دون غيرة علي. بعدها رأيت بحث تويتر الخاص به، يبحث عن "محارم، ديوث، تجسس" بدأت أشك في الموضوع، مع العلم أنه كان يرى المواقع الإباحية بكثرة، بعدها لاحظت أنه يريد تصويري وأنا نائمة بلباس غير ساتر دون علمي. بحثت في تويتر عن كلمة محارم، فوجدت صوري بدون ظهور وجهي في حسابات لتصوير المحارم، وعليها تعليقات غير جيدة، وجارحة جدا.
أجبرته على إرجاعي لأهلي، وقطعنا سفرنا، وعدنا. أنا الآن عند أهلي، والرجل اعتذر مني كثيرا، وأخبرني أنه نادم، وأنها نزوة، وأنها المرة الأولى التي يفعلها، وجلس يبكي كثيرا، وأخبرني أنه أذنب لربه، وتاب، وأنه لا يستطيع العيش بدوني، هو يحبني كثيرا، وأنا لا أستطيع العيش بدونه، ومستعدة لمسامحته، ولكني خائفة أن يكون ديوثا، والدياثة لا أعلم هل هي مرض، أم يمكن التوبة منها؟
أشعر بالخوف منه، والخوف على مستقبلي، وأبنائي في المستقبل، ولكني أريده بشدة، وهو مستعد لأي شيء أريده.
فهل الذهاب للطبيب النفسي قد يفيده؟ بالطبع لم أخبر أهلي بشيء، فقط أخبرتهم بأننا من الممكن أن ننفصل، وبالطبع رفضوا لأني عروس، وفي الشهر الأول، وبأنهم لن يفلتوا من كلام الناس، أعلم أنهم لو عرفوا الموضوع فسيقتنعون بالانفصال، ولكني لا أريد إخبارهم أريد الستر عليه.
أفتوني في أمري هل من الممكن العيش معه؟
هل تكون نزوة حقا أم مرض لا علاج له؟ هل سأكون في أمان معه مستقبلا، أم مستقبلي غير آمن؟
جميع صفاته جيدة، وأريد العيش معه، لا أريد الانفصال، ولكنني قلقة. نسيت ذكر نقطة أنه بعيد عن ربه قليلا، غير متعلق بالصلاة، أخبره كثيرا أن يصلي، أحيانا يصلي معي، وأحيانا يصرفني.
أعتذر عن الكلام غير المرتب، فحالتي النفسية سيئة جدا.
أرجو الإجابة سريعا، ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن كان الحال كما ذكرت، فإنّ زوجك فاقد الغيرة، جريء على المحرمات، و أسوأ ما فيه تركه للصلاة، فإنّ ترك الصلاة من أعظم الذنوب، وأكبر الكبائر، ومن يضيع الصلاة، فلا يستغرب منه كل خلق قبيح، وكل سلوك منحرف، والعجب منك كيف تصفينه بأنه رائع، وقد جمع هذه المنكرات العظيمة، والأخلاق الذميمة!
والذي ننصحك به: أن تنصحيه بالتوبة الصادقة إلى الله، والمحافظة على الصلاة، واجتناب المنكرات، وأن يحرص على مصاحبة الصالحين، وأن يجنّب نفسه وأهله مواطن السوء، ولا مانع من عرضه على طبيب نفسي، فإن تاب واستقام، وعاشرك بالمعروف فلا تتركيه، وإلّا فلا تترددي في مفارقته ولو بالخلع على مال، فمثل هذا الزوج المفرط في دينه، الذي لا يغار على أهله، لا خير فيه، بل صحبته وبال، وفساد في الدين والدنيا.

قال المرداوي -رحمه الله-: إذا ترك الزوج حق الله، فالمرأة في ذلك كالزوج، فتتخلص منه بالخلع ونحوه. اهـ.
وللفائدة، ننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني