الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم العمل في مجال طبخ لحم الخنزير في بلاد الكفر

السؤال

أنا مسلمة من بلد عربي أسكن في إيطاليا، وقد توفي زوجي قبل 15 سنة وبسبب الوضع الاقتصادي لبلدي اضطررت إلى أن أبحث عن العمل خارج البلد ولدي ولدان أكبرهما مازال يدرس في الجامعة هنا في إيطاليا ولا يستطيع أن يعمل لأن القوانين هنا لا تسمح للأجنبي (الطالب) بالعمل أكثر من 20 ساعة أسبوعياً وهذا لا يكفي لتأمين حياة عادية بالنسبة لنا ويصعب على الأجانب الحصول على إذن بالعمل.
وتعمل ابنتي وعمرها 18 سنة كمساعدة في سوبر ماركت ولم تتزوج بعد لكن راتبها لا يكفي هو الآخر مما جعلني مضطرة للعمل في هذا البلد لتأمين متطلبات الحياة لأسرتي، ولدي إذن رسمي بالعمل في هذا البلد كمساعدة في مركز للعناية بكبار السن، والراتب الذي أحصل عليه يؤمن لنا حياة عادية والحمد لله.
لكن المشكلة هي أنني أحياناً أكون ملزمة بطبخ لحم الخنزير، وأحياناً أكون ملزمه بالطبخ حسب المائدة الأوروبية، حيث يدخل في القائمة عناصر الطبخ الخمر الأبيض، أحس أنني أخطئ خطأ جسيماً عندما أقوم بمثل هذه الأعمال.
وإدارة المركز لا يستوعبون أننا نحن المسلمين لا يجوز لنا لمس مثل هذه الأشياء ولا تدخل في مائدتنا، ويتذرعون بأننا في بلد كاثوليكي وعلينا أن نتماشى مع تقاليدهم وقوانينهم وليس العكس، لا أدري ما أعمل، أنا مضطرة لمتابعة العمل في هذا البلد حيث لا بديل في بلدي، وهنا في إيطاليا يصعب وجود عمل شريف للقادمين من بلدي حيث توجد مشاكل سياسية بين بلدنا وإيطاليا.
فهل تجوز لي متابعة هذا العمل الذي ألمس فيه أشياء محرمة في ديني رغم أن الذين يأكلون في ذلك المركز غير مسلمين، أريد إجابة سريعة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فالذي ننصح به الأخت السائلة هو عودتها إلى بلادها، إذا لم تكن هناك ضرورة لبقائها هناك، لأنه قد ورد النهي عن الإقامة في بلاد الكفر، ولما يترتب على الإقامة فيها من الفتنة في الدين، ولتراجع في ذلك الفتوى رقم: 2007. والذي يظهر أنه ليست هناك ضرورة لبقائها هناك، وما ذكرته من سوء الأوضاع الاقتصادية في بلادها لا يعتبر ضرورة، لاسيما أنها قد وجدت من هذا السوء مثله في تلك البلاد، مما اضطرها إلى مثل هذا العمل المشتمل على المنكرات والذل، ولعلها إذا احتسبت عند الله تعالى رجوعها إلى بلادها حرصاً على حفظ دينها ودين أولادها أن يجعل الله تعالى لها مخرجاً ورزقاً حسنا، كما وعد الله سبحانه بذلك في كتابه حيث قال: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ [الطلاق:2-3]. ولمعرفة حكم العمل في مكان يشتمل على بعض المحرمات تراجع الفتوى رقم: 6397، 2049. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني