الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حق الأم عظيم مهما كان تعاملها مع ولدها

السؤال

أمي مطلقة، وأنا ابنها الوحيد، وهي صعبة المراس، وجميع أفراد العائلة يعرفون هذا، فقد وقعوا معها في خصومات، وأبي متزوج، وعلاقتي معه طيبة للغاية، والمشكلة في علاقتي مع أمي، إذ أحاول ما استطعت أن أرضيها، لكن مزاجها صعب، وقد كانت من بين الأسباب التي أدّت إلى طلاقي من زوجتي الأولى، وهي لم تتزوج، وقد تكفل أبي بحضانتي، وكانت تزورني بين الفينة والأخرى، وتزوجت مرة أخرى - ولله الحمد- والمشكلة لا زالت قائمة مع الوالدة، وهي تدعو علي، وهذا يخيفني، فأرجو منكم أن تساعدوني، فأنا لم ولن أقاطعها، لكن علاقتي بها ستتغير، وسأنفق عليها -إن شاء الله-، وأزورها فقط، وكنت أود أن تعيش مع زوجتي بحكم عملي خارج البلاد، وأن أكوّن أسرة، وأملأ عليها البيت -كما يقولون-، لكن مزاجها صعب للغاية، والوالد كلما زرته يدعو لي، وعلاقتي معه طيبة للغاية.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فجزاك الله خيرًا على حرصك على برّ والديك، ولا سيما أمّك، فإنّ حقها عليك عظيم، ومهما كانت أخلاقها، فإنّ عليك أنّ تحسن إليها، وتصبر عليها، ولا يجوز لك أن تسيء إليها، أو تقصّر في رعايتها وخدمتها، لكن برّك بأمّك لا يستلزم بالضرورة أن تسكنها معك، فإذا كنت تخشى من إسكانها مع زوجتك مفسدة، فلا حرج عليك في تركها في مسكنها، ما دمت مطمئنًا عليها، وتنفق عليها، وتزورها، وتتفقد أحوالها، وإذا قمت بما يجب عليك نحوها، ولم تسئ إليها، فلا يضرك بعد ذلك غضبها، أو دعاؤها عليك، ما دام بغير حق، قال ابن علان: ...ودعوة الوالد على والده، أي: إذا ظلمه، ولو بعقوقه.

وقال المناوي: وما ذكر في الوالد، محله في والد ساخط على ولده لنحو عقوق.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني