الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سداد الديون أولا أم الزواج؟

السؤال

بارك الله فيكم جميعاً.
أنا شاب مغترب في كندا، ولي من العمر 32 عاما. وقد مررت بضائقة مالية منذ عامين، وعلى إثرها اضطررت لاستخدام البطاقة الائتمانية الممنوحة من قبل أحد البنوك الكندية، وفي نفس العام اقترضت بعض المبالغ المالية من أصدقائي المقربين، الذين ساندوني في محنتي.
الحمد لله، قمت بتسديد بعض المبلغ المُقترض لبعض من أصدقائي، وكذلك بدأت في تسديد المبلغ المتراكم علي من البطاقة الائتمانية مع الفائدة، مع علمي بأنها من الموبقات السبع، ونظراً لعدم استطاعتي تسديد قيمة البطاقة دفعة واحدة، فإني قمت بوضع مُخطط مالي لسداد قيمتها الكاملة في أسرع وقت ممكن (ما يعادل 10 أشهر من الآن).
أنا مُقدم على الارتباط من فتاة العام القادم إن شاء الله، وأود أن أعرف من حضرتكم عن التالي:
1- من له الأولوية في الدفع وسداد الدين، هل هي البطاقة الائتمانية (بسبب الربا) أم أصدقائي (علما بأني لا أعرف ما إذا كانوا بحاجة لهذا المبلغ الذي اقترضته منهم) أم التفكير في ارتباطي من الفتاة وتجهيز اللازم لها؟
2- وهل يجوز اقتراض مبلغ ما من أحد أصدقائي المقتدرين، وذلك لتسديد قرض البطاقة الائتمانية، ومن ثم إرجاع المبلغ له على أقساط؟
مع العلم بأن أهلي مقيمون في ليبيا، ولا أريد أن يرسلوا أي مبلغ لي، نظراً لبعض الظروف التي تمر بها دولتنا الحبيبة.
أفيدوني أثابكم الله، وبارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالأولى أن تبادر بسداد دين البطاقة الربوية، تخلصاً من هذا القرض الربوي، وتجنبا لتراكم الفوائد الربوية، وإبراءا لذمتك، إلا إذا كان دين أصحابك حالّاً، ولم يرضوا بإنظارك، فيكون الدينان في مرتبة واحدة ليس أحدهما بأولى بالتقديم من الآخر حسبما يظهر لنا.

وأمّا نفقات الزواج، فتكون بعد تسديد الديون، إلا إذا أذن أصحاب الديون في تأجيلها.

جاء في فتاوى اللجنة الدائمة: يجب تقديم رد المظالم من الديون ونحوها على الزواج، إلا إذا أذن أصحاب الديون له بتقديم الزواج على تسديد ديونه، فيجوز حينئذ. أما بالنسبة لخشيته الفتنة على نفسه، فعليه أن يصوم حفظا لنفسه منها؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «يا معشر الشباب: من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أحصن للفرج، وأغض للبصر، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء» اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني