الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ترك الدعاء لعلم الله بالحال خلاف الأصل

السؤال

أنا أحب إنسانا جدا، وأتمني من ربنا أن يكون زوجي، وكان يحبني جدا، وفجأة تغير تماما، وأنا أدعو أن يكون نصيبي، ويتحول شره إلى خير لي، ويجمع بينا ربنا بالحلال، ولكن أحيانا أحس بأني لا أستطيع أدعو، وأقول يا رب أنت الذي تعلم ما بي.
هل لا بد من ذكر ما أريده في الدعاء حتى يستجاب؟ أم لما أقول يا رب هو أكيد عالم بما في قلبي، ويستجيب لي كأني أدعو نفس الدعاء أن يكون من نصيبي؟
وأحيانا كثيرة أتمنى أن يكون من نصيبي، وأن الله هو الذي يجعل حياتنا كلها طيبة، يعني أقول: يا رب اجعله من نصيبي، ودبر حياتنا بأمر تجعلنا به سعداء ؟متحيرة جدا.
أرجو أن تفيدوني أفادكم الله.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فننبه إلى أنّ ما يعرف اليوم بعلاقة الحب بين الشباب والفتيات أمر لا يقره الشرع، وهو باب فتنة وفساد، وإذا تحاب رجل وامرأة، فالزواج هو الطريق الأمثل والدواء الناجع، فعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم نر للمتحابين مثل النكاح. رواه ابن ماجه.

فإن لم يتيسر لهما الزواج فعليهما أن ينصرفا عن هذا التعلق، ويسعى كل منهما ليعف نفسه بالزواج، ويشغل وقته بما ينفعه في دينه ودنياه.
وأمّا بخصوص الدعاء: فالأصل أن يدعو الإنسان ربه، ويسأله حاجته، فعلم الله بحال العبد وما يخطر بنفسه، لا يقتضي أن يترك العبد الدعاء وغيره من الأسباب، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: وأما قوله: حسبي من سؤالي علمه بحالي، فكلام باطل، خلاف ما ذكره الله عن إبراهيم الخليل وغيره من الأنبياء من دعائهم لله، ومسألتهم إياه، وهو خلاف ما أمر الله به عباده من سؤالهم له صلاح الدنيا والآخرة.

والأولى أن تسألي الله أن يهيئ لك الخير حيث كان، وأن يرزقك الزوج الصالح، فقد يكون زواجك بغير هذا الرجل خيراً لك، قال تعالى: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ[البقرة : 216]
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني