الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم ضعف محبة الأم أو كرهها

السؤال

أنا أكبر إخوتي حاليا؛ حيث أخي الأكبر توفي، وتوفي بعده الوالد، وأنا متزوج، وعندي أربعة إخوة، وثلاث أخوات، والكل متزوج سوى واحد من إخوتي الشباب، ما زال أعزب، علاقتي مع الجميع ممتازة -والحمد لله-
ولكني أحس من أمي الجفاء الكثير في المعاملة؛ رغم أني أكثر أبنائها برا بها؛ لدرجة أني أعمل أعمال المنزل بدلا منها، وبشهادتها على ذلك، وتعاملني معامله مختلفة من حيث الاحترام والتقدير لي ولأبنائي. وكل ما تحدث مشكلة بين الأولاد، أو بيني وبين أحد إخوتي؛ كالمشاكل العادية تكون ضدي في كل شيء، حتى ولو كنت أنا المظلوم؛ لدرجة أن زوجات إخوتي يقمن بالسب والشتم علي أمامها، حتى قامت بالقول أن لا أدخل عليها البيت، لا أنا ولا زوجتي ولا أولادي، وتحتضن عندها زوجات إخوتي الأخريات، وهن من قمن بسبي وشتمي، وتتكلم علي عند الناس، وعند أقاربي الذين يزورونها، بأني صاحب صفات سيئة، وتناقض كلامها عندما كنت أعمل لها أعمال المنزل؛ لدرجة أني أمسح لها البيت، وأغسل لها أواني الطبخ، وأنا الآن بداخلي شيء ناحية أمي، وهذا شيء ليس بإرادتي، ولا أدخل عليها؛ لأنها تصدني ولا تحترمني في المعاملة أمام الآخرين، ولكن عندما أراها أسلم عليها، ولا أمنع أبنائي من الدخول إليها؛ رغم معاملتها السيئة لهم وتميزهم عن الآخرين.
فأنا محتار في هذا الوضع.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالواجب عليك أن تبرّ أمّك، وتحسن إليها، ولا يجوز لك مقاطعتها أو ترك زيارتها دون عذر، فإنّ حقّ الأمّ على ولدها عظيم مهما أساءت إليه. وراجع الفتوى رقم : 103139والفتوى رقم : 171033.
فإذا لم يكن عليك ضرر حقيقي في زيارة أمّك فالواجب عليك زيارتها، وأمّا مجرد ضعف محبة الأم أو كرهها إذا لم يترتب عليه تقصير في حقها أو إساءة إليها، فلا مؤاخذة فيه - إن شاء الله- جاء في فتاوى نور على الدرب للعثيمين: هذه السائلة تقول فضيلة الشيخ من المسلم به بأن الحب هو شيء خارج عن إرادة الإنسان، وليس بيده. فهل يأثم الشخص إذا كان يحب أحد الوالدين دون الآخر ....؟

فأجاب رحمه الله تعالى: نعم الأمر كما قالت السائلة أن الإنسان لا يملك الحب أو البغض، فهو أمر يضعه الله تعالى في القلب، لكن الإنسان يجب عليه ألا يتأثر بهذا الحب إلا بمقدار الحكم الشرعي.

واعلم أنّ مقابلة السيئة بالحسنة مما يجلب المودة، ويقي شر نزغات الشيطان، قال تعالى: وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ {فصلت:34}، فإذا كان ذلك مع بعض الأعداء فكيف بالأم التي هي أرحم الناس بولدها؟!

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني