الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

البكاء خلف الأئمة ذوي الأصوات الحسنة

السؤال

أنا شاب أبلغ 28 عامًا، ملتزم، ومحافظ على صلاة الجماعة، وطلب العلم الشرعي، أقع في بعض الصغائر؛ إلا أنني أسارع في التوبة، والاستغفار منها، وفي صلوات الجماعة الجهرية أحب أن أصلي في مساجد متنوعة، فأحيانًا أصلي عند أئمة ذوي أصوات جميلة حسنة عذبة، فأستشعر من أصواتهم جمال الآيات وحلاوتها، فأخشع في الصلاة وتدمع عيوني؛ لأن الآيات من أصواتهم لها وقع في قلبي، وأحيانًا أصلي عند أئمة آخرين ذوي أصوت عادية، فلا يتحرك لي ساكن، ولربما أسرح في الصلاة، فهل تكون هذه الدموع من خشية الله، أم إنها هوى وحب للأصوات الجميلة؟ وهل يشترط أن يكون صاحبها على درجة عالية من الإيمان والتقوى؟ لأني كما ذكرت لكم أقع في بعض الصغائر، وأسارع للاستغفار منها، ولا أشعر أني على درجة عالية من الإيمان والتقوى، فأرجو الإجابة بالتفصيل -بوركتم، ونفع الله بكم-.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله لك تمام الاستقامة، وأن يمنَّ عليك بالتوبة النصوح، ثم إننا نرجو أن يكون بكاؤك خلف هؤلاء الأئمة الحسنة أصواتهم إنما هو لأجل تأثرك بالقرآن، وهذا غير مستنكر، فإن الشخص قد يخشع لتلاوة إمام، ولا يخشع لتلاوة آخر، ومن ثم لم يكن هناك حرج في قصد المسجد لحسن صوت إمامه، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 139482.

ولا يلزم أن يكون الباكي من خشية الله قوي الإيمان جدًّا، بل قد يحصل هذا لكل مسلم، وقد يحصل لكثير من العصاة إذا تذكروا ذنوبهم، فيبكون خوف العقاب.

وعلى كل حال؛ فنحن ننصحك بالتوبة النصوح، وأن تكف عما تقترفه من صغائر الذنوب، فإن الإصرار على الصغائر يصيرها كبائر، وقد تكون تلك الذنوب التي تستهين بها كبيرة في نفس الأمر، وأنت تحتقرها لعدم علمك بخطورتها، كما قال تعالى: وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ {النور:15}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني