الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التوبة من شتم الأبوين

السؤال

أنا شاب عندي 27 سنة، وأنا في سنة أولى جامعة، عملت في عمل معين (حلال طبعا) وكان وضعي لا بأس به، وكنت أتمنى سيارة، وكان العمل يحتاج لها، علما بأني أستطيع القيادة بتمكن وجدارة، فكان أبي كلما جلس مع أحد يقول له: أريد أن أشتري سيارة لابني محمود، ويرد عليه المستمع ويقول: والله هو محتاج لها بشكل ضروري، وعندما أكون محتاجا لسيارة أبي لكي أذهب بها إلى الكلية، كان يرفض تماما ويقول أنا خائف عليك، علما بأنه كان يوصلني بالسيارة إلى موقف السيارات، ويرى من يقود السيارة بنا، كان من ضمن هؤلاء الناس طفل عنده عشر سنوات، ويقود بنا السيارة، فحزنت حزنا شديدا في نفسي، ووالله كنت أذهب إلى الكلية وعيني تبكي؛ لأن السيارة كانت في المنزل، فأخذت حالتي النفسية في تدهور، والمستوي التعليمي يهبط، فكان كلما تعرض والدي لمشكلة وقلت له الحل يقول لي يا فاشل، ويا ساقط، إلى أن وصلت إلى حد أني لا أستطيع تحمل أي مشكلة، وأغضب بسرعة شديدة، لا أمتلك نفسي، علما بأن والدي يوفر لي سبل الراحة، لكن المشكلة أنه هو وأخي يسخران مني، ويظنان أني معتوه، إلى أن وصل الأمر أنه ذات يوم أتينا نرفع سيارة أبي بالكريك، فأتيت به من مكان خاطئ، فقال لي والدي على الفور: يا نهار أسود، اسحب الكريك يا ولد، قلت له يا نهار أسود، لماذا يا عم لكن سأسحبه، قال لي: اسحبه، قلت حاضر يا عم، فنزلت تحت السيارة لكي أسحبه، فأمسكني من القميص وشدني بعنف، وشدني أخي أيضا من القميص، ودفعني إلى الخارج، فلم أمتلك أعصابي، وسببتهما ووالدتي، وقلت لهم جاءتكم مصيبة، جاءكم هول، لكني والله لست في وعيي، مثل ما أكون سكران.
أر يد فتوى حضرتكم من فضلكم؛ لأني أحفظ عدة أجزاء من القرآن، وأصلي في المسجد.
بالله عليكم أفيدوني ما هو حل هذه المشكلة، أيعدم التفاهم بيني وبين أبي؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالواجب عليك التوبة إلى الله تعالى مما وقعت فيه من شتم والديك، والدعاء عليهم إن كنت في ذلك الوقت تعي ما تقول، فهذا من العقوق المحرم، بل هو من كبائر الذنوب، والتوبة تكون بالإقلاع عن الذنب والندم على فعله، والعزم على عدم العود إليه، مع الاعتذار لوالديك، وطلب الصفح منهما.

ولا مانع من نصح والديك بعدم السخرية منك، لكن نصح الوالدين ليس كنصح غيرهم، فلا بد أن يكون النصح برفق وأدب، ولا يكون فيه إغلاظ أو إكثار، وانظر الفتوى رقم: 134356
وللفائدة في كيفية التفاهم مع والديك، وإعادة الثقة بينكم، ننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني