الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الشك في التلفظ بالطلاق

السؤال

عندي سؤال غريب بعض الشيء، حصلت خلافات بيني وبين زوجتي، وكنّا على وشك الانفصال أحيانا، وكنت أتدارك الموقف في النهاية، وأنا لا أتذكر لمرور السنين ماذا قلت في هذه الخلافات، حيث أصبح عندي شك هل تلفظت بكناية الطلاق أم لا؟ وكل هذا الشك حصل لي خاصة عندما عرفت موضوع طلاق الكناية (أنا على يقين تام أني لم أتلفظ بالطلاق الصريح)، وكل هذه الفترة التي كنت أشك فيها هل تلفظت أم لا؟ كنت أصادف كلمة "الطلاق" في الكتب، في الأخبار، وأيضا عند قراءة القرآن، وأيضا عندما كنت ألتقي بأصدقائي يكلموني عن قصص أناس عندها طلاق بالصدفة، وفي الإنترنت أيضا، المهم هو أنني أصادف كلمة الطلاق كثيرا، وأصبحت مركزا على كلمة الطلاق بشكل كبير جدا. وأصبح عندي رعب من هذه الكلمة، ووساوس، وبدأت أقول هذه ممكن رسالة من الله سبحانه وتعالى إليّ.
من فضلكم أريد جوابا شافيا؛ لأني أصبحت موسوسا وقلقا، وضاق صدري، وأريد أن أعرف هل مصادفتي لتلك الكلمة كثيرا يعني شيئا؟
جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فمصادفتك لكلمة الطلاق لا أثر لها ولا مغزى، وما يدور في رأسك بخصوص ذلك وسوسة وأوهام، لا ينبغي أن تستسلم لها، واعلم أنّ الطلاق لا يقع بالشك في التلفظ به، أو حصول ما علق عليه؛ لأنّ الأصل بقاء النكاح، فلا يزول بالشك.

قال المجد ابن تيمية -رحمه الله-: إذا شك في الطلاق، أو في شرطه، بنى على يقين النكاح.

وقال الرحيباني -رحمه الله-: وَلَا يَلْزَمُ الطَّلَاقُ لِشَكٍّ فِيهِ، أَوْ شَكٍّ فِيمَا عَلَّقَ عَلَيْهِ الطَّلَاقَ.

فأعرض عن الوساوس ولا تلتفت إليها، واحذر من مجاراتها والاسترسال معها، واستعن بالله ولا تعجز.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني