الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم إرسال المرأة صورا لمواضع من جسدها لخبير تغذية لعلاج تراكم الدهون

السؤال

أنا فتاة عشرينية، عانيت منذ طفولتي من زيادة الوزن، حاولت كثيرا إنزال وزني، كنت أفقده ويعود أكثر من السابق، ذهبت لأطباء كثر، وأخصائيي التغذية، ولكن دون جدوى، وذلك لعدم قناعتي بما يقدمونه، وتراكم الدهون في جسمي يوجد به خلل وراثي , بحيث إن مؤشر كتلة الجسم لدي طبيعي لكن شكل الجسم غير طبيعي، وأغلب الكتلة دهون وليست عضلات، ويوجد لدي سيليوليت بالجزء السفلي أثر على نفسيتي وثقتي بنفسي .
تواصلت مع خبير تغذية متميز فيما يعرضه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث إنه من بلد غير بلدي، رحب بمساعدتي، وأكد أنه سيشرف على حالتي مجانا منذ البداية للنهاية، طلب مني صورا لطبيعة جسمي، ومعرفة أماكن تمركز الدهون وطبيعتها وشكل الجسم؛ ليتم وضع نظام غذائي وتمارين بناء على أماكن تمركز الدهون بحيث تظهر هذه الصور أغلب الجسم (الأيدي والأرجل) مكشوفة لمعاينة الحالة عن بعد نظرا لاختلاف البلاد، وعدم تمكني من السفر لبلد تواجد هذا الخبير، وهو أخبرني انها صور للعلاج، وليس لمتعة او غيره، وعندما يتم الحصول على النتيجة المطلوبة يتم حذف الصور والبيانات المتعلقة بكل حالة يعالجها .
فأرسلت المطلوب من الصور لم يحدث ابتزاز من قبله، وأكمل مساعدتي بتمارين مناسبة لحالتي، ولكن أصابني تأنيب ضمير يكاد يقتلني، حيث أنني مقبلة على زواج، وأردت أن أحصل على شكل أفضل لجسمي . كنت بين نارين؛ أريد أن يتغير جسمي لكن لا أعلم حكم هذه الصور .
ماذا أفعل؟ هل يسامحني الله على كشف مناطق من جسمي في هذه الحالة ؟ أم أنها ليست حراما أصلاً ؟ لأنها؛ من باب العلاج ..
أرجوك ساعدني؛ تعبت كثيرا, وقفت حياتي أغلب الوقت لا أفعل شيئا سوى البكاء، أنا خائفة جدا من الله أن تكون هذه الصور حراما، وإذا تبت هل يسامحني الله؟ ماذا أفعل؟
أنتظر الإجابة بفارغ الصبر، لأنها هي التي ستخرجني من حالتي .

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يجوز للمرأة كشف عورتها عند الطبيب إلا عند الحاجة حيث لم تجد طبيبة تداويها، قال النووي (رحمه الله) : " .... ويشترط في جواز نظر الرجل إلى المرأة لهذا أن لا يكون هناك امرأة تعالج، وفي جواز نظر المرأة إلى الرجل، أن لا يكون هناك رجل يعالج، كذا قاله أبو عبد الله الزبيري والروياني، وعن ابن القاص خلافه. قلت: الأول أصح " روضة الطالبين(5 / 375) وراجعي الفتوى رقم : 8107.
وعليه، فإن كنت أرسلت هذه الصور للرجل المعالج بغرض تحسين الجسم وتجميله، وليس بسبب ضرر محقق، فهذا غير جائز، والواجب عليك التوبة إلى الله تعالى، والتوبة تكون بالإقلاع عن الذنب، والندم على فعله، والعزم على عدم العود إليه.

واعلمي أن الله يقبل التوبة، ويعفو عن السيئات، ويحب التوابين، ويفرح بتوبتهم، ويبدل سيئاتهم حسنات.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني