الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا حرج في ترك الموسوس بعض المستحبات المسببة لزيادة الوسوسة

السؤال

هل يمكن للمصاب بالوسواس القهري، أو المرض النّفسي، وهذا الوسواس يلزم صاحبه بما لم يلزمه به الله، فيقع في الإحراج والمشّقة حتّى وإن كان ذلك الشيء من الفضيلة، إلاّ أنّ قلبي لم يلتزمه ولم يقدر على البدء فيه، فقلت في نفسي يجب الكفّ والالتفات إلى الحياة، والانطلاق فيما تحبّ أن تفعله مما لا يغضب الله، وأحدّث نفسي بأنّ هذا الصّنيع أي الكف عن هذه الأفكار، وترك ذلك الشيء الفاضل في حالتي أنا أحب إلى الله، قهرا للوسواس ودحرا له، فأنا أقول إن الله لا يحب الضرر لي، ولا يحب لي الإحراج.
فهل هذا صحيح أم إن هذا من الشيطان حتى أنصرف عن ذلك الشيء الفاضل، غير الواجب الذي لم أقدر عليه؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فعلاج الموسوس أن يعرض عن الوساوس، ولا يلتفت إليها، وهذا من رفع الحرج عنه، كما بيناه في الفتوى رقم: 134196.

وعلى الموسوس أن يفعل الواجبات، ثم لا يلزم نفسه بما تقتضيه الوسوسة، ويجتهد في فعل المستحبات كذلك، فيأتي بما يقدر عليه منها على أنها مستحبات لا واجبات. وما عجز عنه، أو كان التزامه له يؤدي إلى ضرر ومشقة زائدة، فلا حرج عليه في تركه ريثما يعافيه الله تعالى، ويذهب عنه هذا الوسواس. وللموسوس أن يترخص بالأقوال اليسيرة التي ترفع عنه الحرج، وتزيل عنه الوسوسة، كما في الفتوى رقم: 181305.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني