الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خبر رغبة الأرض والبحار والسماء والجبال في إهلاك ابن آدم ليس حديثا عن النبي

السؤال

لا يخفى على مسلم حكم ساب الجلالة -والعياذ بالله- أو المستهزئ بالله ورسوله وكتابه.
فما صحة هذا القول المنتشر على الإنترنت:
عندما تخطئ وتسب الجلالة، تقول الأرض لله: دعني أبتلعه، لقد أخطأ في حقك. فيقول عز وجل: دعيه، لو خلقته، لرحمته، سبحانك ربي أستغفرك، وأتوب إليك، أستغفر الله العظيم، رب العرش العظيم، سبحانك ربي ما أعظمك.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلم نقف على هذا الحديث بعد البحث في المراجع التي بين أيدينا، وإنما وقفنا على كلام يشبهه.

فقد جاء في الموسوعة الحديثية، لموقع الدرر السنية ما لفظه: كل يوم تقول الأرض: دعْني يا ربِّ، أبتلع ابن آدم؛ إنه أكَل من رزقك ولم يشكرك، وتقول البحار: يا ربِّ، دعني أُغرق ابن آدم؛ إنه أكل من رزقك ولم يشكرك، وتقول الجبال: يا ربِّ، دعني أُطبق على ابن آدم؛ إنه أكل من رزقك ولم يشكرك، وتقول السماء: يا ربِّ، دعني أنزل كسفًا على ابن آدم؛ إنه أكل من رزقك ولم يشكرك، فيقول الله عز وجل لهم: يا مخلوقاتي، أأنتم خلقتموهم؟ يقولون: لا يا ربَّنا, قال الله: لو خلقتموهم لرحمتموهم. دعوني وعبادي، مَن تاب إلي منهم، فأنا حبيبهم, ومَن لم يتب، فأنا طبيبهم, وأنا إليهم أرحم من الأمِّ بأولادها, فمن جاءني منهم تائبًا، تلقيته من بعيد مرحبًا بالتائبين, ومَن ذهب منهم عاصيًا، ناديتُه من قريب: إلى أين تذهب؟! أوجدت ربًّا غيري؟! أم وجدت رحيمًا سواي؟!)). الدرجة: ليس بحديث. انتهى.
فأنت ترى أنه ليس بحديث، لا صحيح، ولا ضعيف.
وللفائدة يرجى مراجعة هذه الفتاوى: 126044، 144555، 167501.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني