الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الزنا المجازي.. الحكم.. والكفارة

السؤال

أرجوكم أنا - والله والله والله - في أشد الحاجة للجواب الشافي الكافي . أنا امرأة متزوجة وسافر زوجي وتركني لمدة سنة . ولم يعد حتى الآن، وأنا أحبه كثيرا، ويشهد الله علي أني لا أريد أبدا أن أخونه أبدا أبدا . لكن استغل شخص ما صورتي على هاتفه وأجبرني على مقابلته لعدم تشويه صورتي أمام أهلي، وأنا خفت جدا واضطررت لمقابلته، وعندما قابلته لأتكلم معه، وأطلب أن يمسح الصور، أراد أن يزني بي، وحاول بشتى الطرق لكنني رفضت، علما بأنه قبلني غصبا عني، وأراد أن ينكحني مثل زوجي، وأنا والله رفضت، وما حدث هذا، وبعد محاولات أجبرني أن أضع قضيبه في فمي، وأنا فعلت هذا لكن - والله والله - ما كنت أريد . وكان كل همي أن يتركني ويذهب عني، وخفت أن يكون معه نسخة من الصور ويهددني بها مرة أخرى . وعقلي توقف وقتها فقبلت وأنا لا أريد وقذف في فمي، - استغفر الله - وقد بلعت المني بسبب القذف في فمي، وأنا من وقتها أبكي وأبكي وأريد أن أموت، أنا أحب زوجي، وما كان في نيتي أن أخونه أبداً، وتبت إلى الله - عز وجل - وكل يوم أتوب إلى الله من هذا الإثم الكبير، ولا أستطيع أن أسامح نفسي أبداً . بالله عليكم هل ما حدث يعتبر زنا ؟ هل أنا زنيت مع رجل غير زوجي ؟ هل أنا زانية ؟ واستحق الرجم ؟ أنا في أشد الحاجة إلى جوابكم - بالله عليكم - أخبروني ؟ وهل هذا زنا لمس أم زنا لسان أم ماذا ؟؟ والآن أنا أفكر أن أخبر زوجي لأني أحبه جدا، وما الفرق بين وضع القضيب في الفم ووضعه في الفرج والدبر ؟ فكلاهما موضع إتيان، فأنا أعتقد أنه لا يوجد أي فرق . وهكذا أنا أكون مثل الزانية في الفرج، وأنا خائفة بشدة . أرجوكم لا تقولوا لي انظري إلى الفتوى الآتية .
علما بأني لم أخلع ملابسي، وكنت حريصة أن لا يلمس جسدي، وما لمس عضوه جسدي لأني كنت بملابسي، وأريد أن أعرف ما هي المضاجعة ؟ هل هذا يسمي مضاجعة ؟ أرجوكم انتظر ردكم في أسرع وقت فأنا أتألم بشدة . وجزاكم الله خيرا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا ريب أنك أخطأت وعصيت ربك بتلك العلاقة المحرمة، ومهما سقت من حجج وأعذار فليست مسوّغة لك ما فعلت، وإن كانت هذه الأفعال ليست من الزنا الحقيقي لكنها أفعال منكرة، وهي من الزنا المجازي، فقد سماها النبي -صلى الله عليه وسلم- زنا ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا مدرك ذلك لا محالة، فالعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطا، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه. (متفق عليه)

ومضاجعة الرجل للمرأة قد تستعمل كناية عن الجماع؛ لكنها في الأصل نومه معها في فراش واحد.

أمّا الجماع الذي تتعلق به الأحكام كإقامة الحد فلا يتحقق بمجرد النوم معها أو الاستمتاع بما سوى الفرج (وهو القبل والدبر) ، قال القاضي عياض -رحمه الله- : والفرج يصدق ذلك أو يكذبه: أي إن الفاحشة العظيمة والزنا التام الموجب للحد في الدنيا وعقاب الزاني في الآخرة هو للفرج، وغيره له حظه من الإثم.

وكفارة هذه الأفعال هي: التوبة النصوح، والتوبة تكون بالإقلاع عن الذنب والندم على فعله والعزم على عدم العود، مع الستر وعدم المجاهرة بالذنب.
فاحذري أن تخبري زوجك بما وقعت فيه من المنكر، ولكن استري على نفسك، ولا تخبري أحداً، وما دمت تائبة إلى الله تعالى توبة صحيحة فأبشري خيراً، واثبتي على توبتك وعاشري زوجك بالمعروف، واعلمي أنّ التوبة تمحو ما قبلها، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له. وللفائدة تراجع الفتوى رقم: 8130

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني