الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أهمية كل من الدعوة الجماعية والدعوة الفردية

السؤال

إخواني الكرام: أعمل في أحد مراكز دعوة غير المسلمين إلى الإسلام، وعندنا طريقتان للدعوة، الطريقة الأولى: يتم فيها جمع عدد كبير من غير المسلمين ثم يتم تعريفهم بالإسلام، ومن يرغب فيهم في الإسلام يتم تسجيل بياناته ليتم التواصل معه ومتابعته لحضور الدروس، وتعلم مبادئ الدين، وفي الغالب يسلم عدد كبير بين حول 50 شخصا تقريبا يزيدون أو يقلون .
لكننا عندما نبدأ التواصل معهم نفأجأ بأن بعضهم متردد في إسلامه، وبعضهم يرفض التواصل مع الدعاة أو حضور الدروس، وبعضهم يقول: أنه ارتد ولا يرغب في التواصل، وأنه أسلم فقط مع الناس، والأعذار كثيرة، وفي النهاية يبقى منهم 25% تقريبا على استعداد للتعلم وحضور الدروس.
الطريقة الثانية: تكون الدعوة فيها فردية عن طريق زيارة الداعية لغير المسلم في غرفته أو عمله أو أي مكان آخر، وبعد الحوار معه يوافق على الإسلام، وعن طريق الدعوة الفردية في الغالب يقبل كل من أسلم المتابعة وحضور الدروس ولا يرتد أحد إلا نادرا.
والسؤال: هل الطريقة الأولى (الجماعية) أفضل أم الطريقة الثانية (الفردية)؟ علما بأن عدد الذين يدخلون الإسلام عن طريق الدعوة الجماعية عددهم أكبر، وكذلك عدد الذين لا يرغبون في التواصل أو المرتدين.
لكن الحصيلة في النهاية تكون كالتالي:
عن طريق البرامج الجامعية يسلم 100 ويبقى منهم للمتابعة, الدراسة 25
أما عن طريق الدعوة الفردية يسلم 15 ويبقون كلهم للدراسة والمتابعة .

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فكلا الطريقتين نعني الدعوة الجماعية والدعوة الفردية مهم، وقد كان أنبياء الله عليهم السلام يسلكون كلا الطريقين في دعوتهم الناس إلى الله تعالى كما قال نوح: ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا * ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا {نوح: 8-9}، قال ابن كثير: ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهاراً أَيْ: جَهْرَةً بَيْنَ النَّاسِ، ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ، أَيْ: كَلَامًا ظَاهِرًا بِصَوْتٍ عَالٍ، وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْراراً، أَيْ: فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ، فنوع عَلَيْهِمُ الدَّعْوَةَ لِتَكُونَ أَنْجَعَ فِيهِمْ. انتهى.

والداعي إلى الله ينبغي أن يكون بصيرا بمن ينفعه هذا النوع، ومن ينفعه النوع الآخر، فمن الناس من يستجيب للدعوة العلنية العامة، ومنهم من تؤثر فيه الدعوة الفردية تأثيرا أكبر، ومن ثم فالذي ننصحكم به هو أن تستمروا في الطريقين كليهما، وأن تبذلوا وسعكم فيهما جميعا، ثم إن من كان من الدعاة أقدر على مخاطبة الجمهور والانتصاب للحديث مع الناس، فليفرغ للدعوة الجماعية، ومن كان منهم أقدر على الحديث مع الأشخاص في بيوتهم وأشغالهم بصورة فردية فليهتم بهذا النوع، فلا نرى تعارضا بين الطريقتين حتى تفضل إحداهما على الأخرى، بل كلاهما نافع ومهم، والناس محتاجون إلى كليهما، فمنهم من يتأثر بهذا، ومنهم من يتأثر بذاك.

ونسأل الله أن يعينكم على الدعوة إليه، ويوفقكم لما فيه رضاه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني