الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الرسائل الربانية المجازية للعبد ودلالتها

السؤال

في ناس بتقول مثلًا: هذه رسالة من ربنا لي في موضوع معين، هل الموضوع هذا صحيح ؟ ولو كان صحيحا كيف أعرف إن ربنا أرسل لي رسالة ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فشرائع الله هي رسالاته إلى الناس التي متى استجابوا لها واستقاموا عليها حصلت لهم السعادة في الدنيا والآخرة، وآياته الكونية رسائل منه سبحانه لعباده كذلك دالة على قدرته وبديع حكمته، كما قيل:

تأمل سطور الكائنات فإنها من الملأ الأعلى إليك رسائلُ

وقد خُطَّ فيها لو تأملت خطها ألا كل شيء ما خلا الله باطلُ

ولله في كل فعل من أفعاله وقضاء من أقضيته حكمة بالغة، قد تظهر لبعض المكلفين فتكون رسالة له إذا أحسن فهمها قاده ذلك إلى مزيد الاجتهاد والطاعة، فالبلاء والامتحان قد يكون رسالة من الله للعبد يذكره فيها بذنوبه السالفة، وتقصيره في طاعته سبحانه، ويذكره فيها بنعمة الله التي لم يقم بحق شكرها، وتوفيقه لعبده قد يكون رسالة من الله للعبد ليفهم بها عنه سبحانه ضرورة شكره، والقيام بحق عبوديته، ويستشعر بها أن الملك كله بيده، وأنه وحده هو الذي يعطي ويمنع ويخفض ويرفع، وكل ما يقع في الكون من أحداث فلله في ذلك كله حكم عظيمة، فمن ظهرت له بعضها فعمل بما يقتضيه ذلك أمكن أن يقال - مجازا - إن هذا رسالة من الله؛ لتذكر العبد بما يجب عليه فعله أو تركه.

وأما متى يمكن فهم ذلك؟ فالعباد يتفاوتون في الفهم عن الله تعالى وإدراك حكمه في شرعه وخلقه، وبحسب ما يؤتاه العبد من الفهم يكون اطلاعه على بعض تلك الأسرار والحِكم مما يكون سببا في زيادة إيمانه وإقباله على الله إذا أحسن استثمار ذلك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني