الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المفهوم الشرعي للحياة الزوجية وحكمة النكاح

السؤال

سمعت أن المرأة في الدين الإسلامي يجب عليها أن تطيع زوجها في كل شيء، وسمعت أيضا أنها إذا تزوجت، لم تعد مكلفة بزيارة والديها.
أما بالنسبة للرجل، فهو مكلف سواء أكان متزوجا، أو عزبا. كما يجب عليها أن تعتني بزوجها، وتطبخ له، وتنظف، وتغسل له، وأن تستشيره قبل القيام بأي شيء. هناك بعض الناس يقولون: إن الرجل يتزوج، لكي تخدمه زوجته.
هل كل هذا صحيح؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالنكاح في الإسلام له مقاصده الشرعية العظيمة، وفيه مصالح ومنافع متبادلة بين الزوجين، وقد ذكر أهل العلم جملة من هذه المقاصد والمصالح. قال النفراوي المالكي في الفواكه الدواني: له فوائد أعظمها دفع غوائل الشهوة، ويليها أنه سبب لحياتين: فانية، وهي: تكثير النسل، وباقية، هي: الحرص على الدار الآخرة؛ لأنه ينبه على لذة الآخرة، لأنه إذا ذاق لذته، يسرع إلى فعل الخير الموصل إلى اللذة الأخروية، التي هي أعظم، ولا سيما النظر إلى وجهه الكريم، ويليها تنفيذ ما أراده الله تعالى وأحبه، من بقاء النوع الإنساني إلى يوم القيامة، وامتثال أمر رسوله صلى الله عليه وسلم بقوله: "تناكحوا تناسلوا" الحديث، ويليها بقاء الذكر، ورفع الدرجات بسبب دعاء الولد الصالح بعد انقطاع عمل أبيه بموته. اهـ.

وخدمة المرأة زوجها قد اختلف الفقهاء في حكمها، وسبق بيان أقوالهم في ذلك، في الفتوى رقم: 13158، والراجح هو أنه يجب عليها خدمته بما جرى به العرف. وعلى كل تقدير، فإن هذا لا يعني أن الرجل يتزوجها من أجل أن تخدمه، بل الحاصل هو أنه يخدمها، كما أنها تخدمه، فهو يسعى في كسب لقمة العيش من أجلها، ومن أجل ولدها، وهي ترعاه في بيته وولده، فالمصالح بينهما متبادلة؛ كما أسلفنا. وهكذا ينبغي أن تفهم الحياة الزوجية.

والراجح من كلام أهل العلم أن المرأة لا يجب عليها أن تطيع زوجها في كل شيء، وأن الطاعة مقيدة بالنكاح وتوابعه، ولمزيد من التفصيل في هذا، نرجو مراجعة الفتوى رقم: 50343.

ولا يصح القول بأن المرأة إذا تزوجت، لم تعد مكلفة بزيارة والديها، فإنها مطالبة شرعا بصلة رحمها، سواء قبل الزواج أو بعده، وليس في الأرحام أفضل من الوالدين، ولكن العلماء مختلفون فيما إن كان للزوج منعها من زيارة والديها، وهل يجب عليها أن تطيعه في ذلك أو لا، وأقوالهم مضمنة في الفتوى رقم: 7260.

وعلى كل حال، لا ينبغي للزوج أن يمنع زوجته من زيارة والديها، بل الأولى أن يعينها في برها بهما، وصلتها لهما، فهذا مما تقوى به المودة بين الزوجين، وتحسن به العشرة بينهما.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني