الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من لا تدري هل يخرج الريح من قبلها أم دبرها

السؤال

أريد أن تجيبوني على سؤالي هذا، متجاهلين أني موسوسة، ولا تحيلوني إلى فتاوى؛ لأني أرسلت سؤالي، وأحلتموني وأنا أريد حلا لحالتي.
أنا فتاة لا أعاني كثيرا من هواء الفرج، ولكن يخرج في أوقات متقطعة، وبالذات بعد الاستنجاء، ويجب أن أجفف نفسي. فهل يجب علي ذلك؟
إذا لم أجفف نفسي 100% سوف تخرج هذه الفقاعات من فرجي.
وأيضا إذا جففت تخرج، ولكن ليس كثيرا، وفي بعض الأحيان لا تخرج إذا طال الوقت بعد الاستنجاء، وفي ذلك مشقة علي.
وأيضا إذا خرجت من فرجي، أظل أوسوس هل هي من الدبر أم من الفرج؟
فهل أستطيع أن أجعلها من الفرج؛ لأني أستطيع التحكم في الدبر، عكس الفرج؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا يمكننا تجاهل كونك موسوسة، فإن هذا السؤال ناشئ عن الوسوسة ولا شك، ولا يتصور أن يخفى على الشخص ما إذا كان الشيء خارجا من قبله أو دبره، إلا أن تكون الوساوس قد تحكمت فيه، وتسلطت عليه، والظاهر أنه لا يخرج منك شيء أصلا، فدعي عنك الوساوس، ولا تبالي بها، ولا تلتفتي إليها، ولا تحكمي بأنه قد خرج منك شيء بمجرد الشك، ويسعك العمل بقول من لا يرى انتقاض الوضوء بريح القبل؛ فإن للموسوس أن يترخص بأيسر الأقوال وأخفها عليه، كما ذكرنا ذلك في الفتوى رقم: 181305.

وإذا عملت بهذا القول، زال عنك الإشكال، فلم يلزمك التجفيف، ولم يبطل وضوؤك بخروج هذا الهواء، وإذا شككت في خروج الريح من دبرك، فالأصل عدم خروجها، فلا تحكمي بخروجها إلا بيقين جازم تستطيعين أن تحلفي عليه، والأصل هو صحة وضوئك، ولا يزول هذا الأصل المتيقن بمجرد الشك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني