الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من فعل مباحا وأدى لمفسدة

السؤال

إذا كان الأمر مباحا، ولكن فعله يؤدي إلى مفسدة كبيرة، وقام شخص بفعله مع علمه بما يؤدي إليه، ولكنه لا يريد حدوث المفسدة، ولا المساعدة عليها، هل الشخص هكذا يعتبر فاعلا للمفسدة ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد يصير المباح محرما إذا علم اشتماله على مفسدة راجحة، وهذا ما يعرف عند الأصوليين بقاعدة سد الذرائع، وقد بسط ابن القيم أدلة هذه القاعدة في أعلام الموقعين، وراجع الفتوى رقم: 51407، ورقم: 62533، ومثال ذلك أن بيع العنب مباح، ولكن إن علم الشخص البائع أن مشتريه يتخذه خمرا حرم عليه البيع سدا لذريعة هذه المفسدة، وإلا كان فاعل هذا الأمر مشتركا في عمل هذه المفسدة لإعانته على الإثم والعدوان، وكان عليه نصيب من الوزر، هذا من حيث الجملة.

وأنت لم تبين لنا ما هو المباح الذي تتحدث عنه، وما هي المفسدة المخوفة منه، لننظر ما إذا كانت مفسدة معتبرة شرعا أم لا، ولو قدرنا أن هذا المباح في الأصل صار محرما سدا لذريعة تلك المفسدة فإن فاعله والحال هذه آثم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني