الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم تغيير النية في الوتر وسجود السهو لنسيان دعاء القنوت

السؤال

بادئ ذي بدء، أحب أن أشكركم على مجهوداتكم، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن تكون في ميزان حسناتكم، والسائلين، بإذن رب العالمين.
السؤال: أصلي الوتر عادة ثلاث ركعات متصلة، بدون جلوس في الركعة الثانية، وعلى حد علمي هذا هو الصواب (وهذا ما قرأته في موقعكم) ولكني أسهو أحياناً، فأجلس للتشهد في الركعة الثانية، أنتهي من التشهد، ثم أقوم وأكمل الثالثة، وأُسلّم من غير سجود السهو.
فإن جلست للتشهد في الركعة الثانية: هل جاز لي أن أُسلّم، ثم أقوم فأصلي ركعة الوتر، فأكون بذلك غيرت نيتي، وهذا ما أجازه شيخنا العثيمين -رحمه الله- على ما أذكر، أم أفعل ما فعلته أيهما أصح؟
وأحياناً أخرى أنسى أن أدعو دعاء القنوت بعد الركوع الثالث، فإن نسيته هل أسجد للسهو أم ماذا؟
وهل عند قضاء الوتر أربعاً بعد أذان الفجر، سواءً قبل أداء فرض الصبح، أو بعد أدائه، أو بعد طلوع الشمس: هل يوجد دعاء قنوت بعد الركوع الأخير أم ماذا؟
وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كلا من الوصل والفصل في الوتر صحيح, وما تفعله أفضل للسلامة من تشبيه الوتر بصلاة المغرب, كما في الفتوى رقم: 140191. والفتوى رقم: 47029. ثم إذا نويت الوتر بثلاث متصلة بدون جلوس, ثم جلست للتشهد بعد الركعة الثانية سهوا, فإذا تذكرت، فإنك تقوم للإتيان بالركعة الثالثة, ثم تسجد للسهو لأجل هذه الزيادة. ويجوز لك أيضا في هذه الحالة تغيير النية, فتتشهد وتسلم من ركعتين, ثم تأتي بالركعة الثالثة بعد ذلك. جاء في فتاوى جلسات رمضانية للشيخ ابن عثيمين: ما حكم تغيير الإمام نيته في الوتر بعد التكبير للشفع، ينوي أن يجعله ثلاثاً، ونيته عندما كبر أنه يريد أن يصلي شفعاً، ثم جعله ثلاثاً؟

الجواب: هذا لا يضر؛ لأن الشفع من الوتر، فالوتر بالثلاث، إن شئت اقسمه، وإن شئت صِلْ بعضه ببعض، يعني لك أن توتر بثلاث بتشهد واحد، ولك أن توتر بثلاث بتشهدين، وسلامين، فمثلاً: لو دخل الإنسان على أنه يريد أن يصلي ركعتين ثم يسلم، ثم يصلي الثالثة؛ ولكنه نوى أن يجعلها ثلاثاً سرداً، فلا حرج، كما أن العكس جائز، لو دخل على أنه يريد ثلاثاً سرداً، ثم عاد إلى اثنتين، فلا بأس. انتهى.

وفي حال ترك سجود السهو لأجل زيادة الجلوس بعد الركعة الثانية, فهذا لا يبطل صلاتك, وراجع الفتوى رقم: 307198.

وأما دعاء القنوت في الوتر، فهو سنة عند الحنابلة طول السنة، فإذا تركه سهوا، أبيح له أن يسجد للسهو؛ إذ هذا حكم السجود لترك المسنون عندهم.

جاء في منار السبيل: [ويباح -أي سجود السهو- إذا ترك مسنوناً] ولا يسن؛ لأنه لا يمكن التحرز منه. انتهى.

ثم إنك إذا قضيت الوتر، فالمشروع لك قضاؤه على صفته عند الجمهور، وفي هذه الحال، فإنك تدعو دعاء القنوت في محله إن كنت ترى مشروعيته دائما.

وأما قضاء الوتر أربعا لمن يوتر بثلاث، فهو جائز عند بعض أهل العلم، ولم نطلع لهم على كلام بخصوص المسألة المذكورة، وانظر لبيان حكم قضاء الوتر، وكيفيته الفتوى رقم: 140017.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني