الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الترهيب من الاستمتاع بالكلام الماجن بين المرأة والرجل الأجنبي

السؤال

عمري 28 سنة، مطلقة بعد شهر من الزواج؛ لأني آنسة، وكان يريد أن أعمل عملية لكي أكون ثيبا، فرفضت؛ فطلقني. ومن فترة بدأ يكلمني ويقول لي إنه يريد الرجوع، وأنه نادم لأنه تركني، فصدقته، وبدأنا نتكلم، لكنه رفض أن أقول لأهلي حتى يأذن لي، ثم بدأ كلامه معي يتحول إلى كلام في إشباع شهوته ليس أكثر، فقلت له: لا تكلمني مرة أخرى، تريد أن ترجع تفضل واذهب إلى أبي، غير ذلك ربنا يوفقك، وبعدها وجدت أحدا يكلمني في الفيس، ويقول لي: تعالي أمتعك، -وآسفة- أجعلك تنزلي كثيرا، فحظرته، وشعرت أنه طليقي يريد أن يوقعني.
المشكلة أني أشعر بعدها أني كنت سأكلم هذا الشاب لولا شكي أنه طليقي، وليس خشية من الله، وحتى الآن أشعر أنني ساقطة، كنت سأكلمه، وأشعر أنني في يوم من الأيام سأقع في هذه المعصية، أشعر أن نفسي ضعيفة جدا، وأشعر أن شيئا سوف يجبرني على أن أفعل هذا الحرام مع أنني أصلي، وأذكر الله كثيرا، ولكني أشعر بالضعف، أتمنى أن أدعو بأن أموت قبل أن أفعل هذه المعصية، دلوني ماذا أفعل. هل الانتحار حلال لو اخترته خوفا من وقوعي في معصية الله؟ فتربيتي وأخلاقي لا تسمح بذلك أبدا، ولكنني أشعر أني سوف أفعل ذلك الحرام في أي لحظة وأريد الموت قبلها، مع العلم أنه منذ خمس سنوات أتاني وسواس قهري في الله، والقرآن، وتعبت جدا بسببه، وكنت حزينة، وخائفة بسببه.
فهل هذا وسواس قهري مثله؟
وأشعر أيضا بالشهوة، أدعو أن أكون باردة، وأن ربنا يؤتي نفسي تقواها، ولكن أشعر وأفكر بلذة المعصية، أن أكلم شبابا، ولكنني لم أفعلها حتى الآن، ولكني متخوفة من فعلها.
ماذا أفعل لكي أتقي الله، ولا أفكر في الحرام مثل ما كنت في الأول، ويأتي الوسواس يقول لي: كلامك مع الشباب في الجنس ليس حراما، ولا توجد أدلة قرآنية لذلك. أريد أدلة من القرآن أن هذا الفعل حرام، فأنا أعلم أنه حرام، ولكن الوسواس أتعبني والشك، أنا متضايقة أن هذا التفكير يأتيني، ولكنني لن أستطيع دفعه.
فماذا أفعل؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا يخفى أنّ الاستمتاع بالكلام الماجن بين المرأة وغير زوجها، منكر ظاهر، ومعصية قبيحة، لا تبيحها شريعة إلهية، ولا فطرة سليمة، ولا خلق قويم، وهو نوع من الزنا المجازي، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا مدرك ذلك لا محالة، فالعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطا، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه. متفق عليه.
وقد نص أهل العلم على عدم جواز كلام الشابة مع الرجل الأجنبي لغير حاجة، فكيف إذا كان الكلام في المجون، والاستمتاع المحرم؟
فالواجب عليك التوبة إلى الله عز وجل مما وقعت فيه من الكلام المحرم مع مطلقك أو غيره، والتوبة تكون بالإقلاع عن الذنب، والندم على فعله، والعزم على عدم العود إليه.
واحذري من تخذيل الشيطان، وإيحائه لك باليأس والعجز عن التوبة، والاستقامة، فذلك من وسوسته ومكائده، فلا تلتفتي لتلك الوساوس، واستعيذي بالله، واستعيني به، ولا تعجزي، واعلمي أنّ التعفّف والبعد عن الحرام، يسير على من استعان بالله، واجتهد في الأسباب الموصلة إليها، وقد بينا بعضها في الفتوى رقم: 23231، والفتوى رقم: 7170
وللفائدة، ننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني