الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كراهة الخواطر السيئة والنفور منها يرفع الإثم

السؤال

أحياناً أريد شيئاً بشدة، وأدعو كثيراً بأن يتحقق، وأشعر بثقة ويقين كبير جدا بالله عز وجل، بأنه سيسعدني، وسيقبل دعائي، ويحققه لي. ولكن برغم يقيني التام أحياناً بل كثيراً لا يحدث. فيراودني أحياناً شعور أن الله عز وجل -حاشا لله- أشعر بأنه خذلني، ولم يحقق لي ثقتي، ولكنني أثناء شعوري بهذا أكون متضايقة كثيراً من هذه الأفكار، ومن هذا الشعور، وأعلم أنه من الشيطان، ولكنني أفكر فيه، وأحياناً أستسلم له برغم ضيقي منه.
فهل علي وزر، أم إنني مادمت كارهة لتلك الأفكار، فليس علي شيء؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فهذا من الوساوس التي ما دمت كارهة لها، ونافرة منها، فإنها لا تضرك، بل كراهتك لها، ونفورك منها، دليل على صدق إيمانك. فجاهدي هذه الوساوس، ولا تسترسلي معها، وانظري الفتوى رقم: 147101.

واعلمي أن اختيار الله لك خير من اختيارك لنفسك، وأنه قد يحجب عنك هذا الشيء الذي تحبينه وتريدينه، لما في ذلك لك من المصلحة العظيمة التي قد تخفى عليك، والله يعلم وأنتم لا تعلمون، واعلمي أنك لا تعدمين بالدعاء خيرا، فإن لم يتحقق مطلوبك، وقاك الله من السوء مثلما دعوت به، أو ادخره لك يوم القيامة، فثقي بحسن تدبير الله واختياره لك، وفوضي أمرك إليه، وارضي بجميع ما يقدره ويقضيه، ففي ذلك السعادة التامة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني