الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الجهل بالحكم يرفع الإثم

السؤال

قرأت أن هذه الأمور المنتشرة في المنتديات التي تكون عبارة عن: إذا كان لونك المفضل كذا فأنت كذا، أو حيوانك المفضل كذا فأنت كذا، وجميع الأمور المشابهة تعتبر في حكم العرافة، لكنني كنت أجهل أنها من العرافة، وكنت أقرؤها وأصدقها، وقد عرفت حكمها قبل فترة قصيرة فقط، وأنا نادم جداً على فعلي، فهل أنا معذور بجهلي؟ وما حكم تصديق الدراسات التي تقول إن من يكتبون بسرعة أو يمشون بسرعة دليل على الذكاء، وغيرها من الدراسات مثل من لون عينه كذا فهو كذا، أو يضعون موقفا مع احتمالات ويقولون إذا اخترت كذا فأنت كذا؟ وهل حكمها مثل حكم العرافة؟ حيث تأتيني الوساوس إذا قلت لا أعلم حكم الدراسات، فهل عندما أقول لا أعلم تبرأ ذمتي، مع أنني لا أصدق هذه الدراسات احتياطاً؟ وهل فعلي صحيح؟.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن ما ذكرته يندرج تحت ما يعرف بتحليل الشخصيات، وقد سبق أن بينا أن منه ما هو ضرب من الكهانة، ومنه ما دون ذلك مما هو جهل، وعبث، وتخرص، ومنه ما هو علم صحيح ـ وهذا النوع وحده هو السائغ من أنواع تحليل الشخصيات ـ وانظر في هذا الفتويين رقم: 301123 ، ورقم: 262510.

وعلى كل حال، فمادمت جاهلا بالحكم فلا إثم عليك ـ إن شاء الله ـ فإن الجهل بالحكم الشرعي من موانع التكليف في الجملة، قال ابن عثيمين: للتكليف موانع، منها: الجهل والنسيان والإكراه، لقول النبي صلّى الله عليه وسلّم: إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه ـ رواه ابن ماجه والبيهقي، وله شواهد من الكتاب والسنة تدل على صحته، فالجهل: عدم العلم، فمتى فعل المكلف محرماً جاهلاً بتحريمه، فلا شيء عليه. اهـ.

وراجع لمزيد بيان حول العذر بالجهل الفتوى رقم: 75673.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني